تلعب المرأة دوراً هاماً وحيوياً في مجال الطب، خاصة عندما يتعلق الأمر بكشف ومعالجة الأمراض لدى النساء والمراهقات اللاتي قد يشعرن بالحرج في استشارة الأطباء الذكور. يشجع الدين الإسلامي على تعليم المرأة وتعزيز دورها في خدمة مجتمعها، بما في ذلك الصحة والعلاج.
حسب فتوى العديد من العلماء البارزين مثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبد العزيز بن باز، يوجد تصريح لتعلم المرأة الطب، مع مراعاة بعض القوانين الشرعية. أولاً، يجب تشجيع البيئات الأكاديمية الخالية من الاختلاط قدر الإمكان. ثانياً، يمكن للطالبات المسلمات مواصلة التعليم العملي الذي يتطلب رؤيتهن لأجزاء الجسم التي تعتبر عادةً محظورة. هذا التفاهم يأتي تحت بند "الحاجة"، وهو أمر معتمد عميقاً في الفقه الإسلامي.
يجيز القانون الإسلامي الكشف عن المناطق المحرَّمة لرعاية صحية طبية إذا كانت هناك ضرورة ملحة، بشرط أن يكون هذا فقط ضمن نطاق التعلّم وليس خارجة عنه. بالنسبة للأطباء الشباب، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، يسمح لهم بالإطلاع على الأمور التي عادةً ما تكون محظورة بسبب الحاجة إلى معرفتهم وفهمهم لتقديم رعاية أفضل.
هذه الفتاوى توفر توازنًا مهمًا بين محافظة الشريعة واحتياجات المجتمع الحديث. فهي تساعد في ضمان وجود عدد كافٍ من الأطباء المؤهلين دينياً لإعطاء الخدمات اللازمة للسكان المسلمين بشكل خاص، وبالتالي تقليل الاعتماد على المتخصصين غير المسلمين. باختصار، يمكن للمرأة المسلمة القيام بمهامها الطبية بحرية وفقاً للقانون الإسلامي، مما يساهم بشكل كبير في رفاهية المجتمع بأكمله.