مساء الخير.
بعد أن عثى الحجر وإيقاف محلات الحلاقين في الهيكل التشكيلي والصورة النمطية العامة لوجوهنا، وعندما تكون لك تجارب سابقة في إفساد وتشويه بديع خلق الله لوجهك؛ بكيت على كل حلاقٍ مررتُ بجانبه يومًا ولم أقف عنده.
أما إفسادي لوجهي فكان في أحد أعياد الفطر بعد أن رأيت الناس طوابيرًا عند كراسي الحلاقين، والأسعار بها مغالاةٌ لايقبلها العقل والمنطق.
عن طريق الخطأ تلك الليلة محوت الزلف الأيمن والأيسر من وجهي، كنت أشبه تمامًا البوذيين، كل المسلمين كانوا ينظرون لي باستغراب في صلاة العيد.
وصنعت سكسوكة إن رأيتها من جهة تجدها مربعة، وإن نظرت لها من جهةٍ أخرى وجدتها مثلثة.
ذلك اليوم فقط بدأت البحث في نظرية الأكوان المتعدّدة لأعرف كيف استطعت اختراق البُعد الكوني الثالث؛ وصنعت شكلين مختلفين في زمكانٍ واحد.
وإفساد وجهي لم يكن حكرًا عليّ فقط، فقد أفسد وجهي نصف حلاقين المملكة.
وأشدهم افسادًا كان حلاق من جمهورية مصر الشقيقة يعمل في المدينة المنورة.