الإسلام والذكاء الاصطناعي: التوازن بين الفوائد والتحديات الأخلاقية

منذ تطور الذكاء الاصطناعي وتغلغله في مختلف جوانب الحياة البشرية، ظلّت العلاقة بين هذا المجال العلمي المتسارع والنظام القيمي والإسلام موضوعاً للنقاش. ي

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    منذ تطور الذكاء الاصطناعي وتغلغله في مختلف جوانب الحياة البشرية، ظلّت العلاقة بين هذا المجال العلمي المتسارع والنظام القيمي والإسلام موضوعاً للنقاش. يقدم هذا المقال نظرة شاملة حول كيفية تعامل الإسلام مع التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، مستعرضًا أهم فوائده المحتملة وكذا تحدياته الأخلاقية وأبرز الآراء حول دوره المستقبلي ضمن المنظور الإسلامي.

الفوائد المحتملة للإسلام من استخدام الذكاء الاصطناعي

  1. تحسين الخدمات العامة: يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحسين كفاءة تقديم خدمات الصحة والتعليم والمواصلات وغيرها من القطاعات الحيوية التي تساهم مباشرة في رفاهية المجتمع المسلم.
  1. القضاء على الأعمال الروتينية: باتباع نهج يشجع على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، يسعى الإسلام إلى تقليل الجهد البدني والذهني المبذول في المهام اليومية غير المثمرة، مما يتيح للمسلمين المزيد من الوقت للاستفادة منه في أداء العبادات والدعوة والدروس الدينية.
  1. الدعم البحثي العلمي: تشجع العقيدة الإسلامية البحث والمعرفة، وقد يُحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في مجالات الطب والكيمياء والفلك وبقية العلوم التطبيقية، مما يعزز قدرتهم على خدمة الإنسانية وفق منظور أخلاقي وإنساني متوازن.

التحديات الأخلاقية والأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي

  1. تهديد الوظائف: رغم أنه قد يحل محل بعض المهام اليدوية، فإن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي أيضًا إلى فقدان فرص العمل التقليدية، وهو أمر يخالف مبادئ الزكاة والعطاء الواردة في الشريعة الإسلامية والتي تدعو إلى العدالة الاجتماعية وضمان الرعاية الكافية لجميع الأفراد.
  1. خصوصية البيانات: ينصب التركيز الأساسى فى الدين الاسلامى على خصوصية الإنسان واحترام حقوقه الشخصية وكذلك سرية المعلومات الخاصة به، حيث تعتبر تلك المعايير جزءًا لا يتجزأ من قواعد التعامل الاجتماعي في الإسلام. لذلك، ستكون هناك حاجة ملحة لحماية بيانات المستخدمين بطريقة عادلة وشاملة عند تطوير وتحقيق نماذج تعلم عميق مبنية عليها.
  1. الأثر الثقافي والديني: يمكن لهذا النوع من التقدم التكنولوجي التأثير بشدة على الهوية الثقافية والقيم الأساسية للأمم المختلفة ومن ضمنهم المسلمين الذين يميلون غالبًا نحو المحافظة على تراثهم ومعتقداتهم الأصلية. ولذلك، يعد فهم مخاطر هذه التدخلات ضروري لصياغة استراتيجيات تنمية ذكية وآمنة تضمن عدم انتهاك حرمة الدين والثقافة المجتمعية.

آراء علماء دين بارزين بشأن دور الذكاء الاصطناعي في المجتمع المسلم

يتباين موقف العديد من المفكرين الشرعيين تجاه مدى تشريع أو منع اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في حياة المسلمين. إليكم خلاصة لما جاء في تصريحات اثنين منهم:

* الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، أكد توافق الذكاء الاصطناعي مع مقاصد الشريعة الإسلامية طالما يتم توظيفه لتحقيق المصالح العامة للناس مع مراعاة الضوابط الأخلاقية والشرعية المتعلقة بحفظ النفس والأصلح للحياة الأفضل للمستخدم النهائي. وقال إن "التحدي الأكبر يكمن فيما إذا كان التصميم الأولمبي للنظام قادر حقًا على احتواء احتمالية حدوث أي تأثيرات جانبية محتملة تهدد سلامة الانسان".

* الشيخ محمود عاشور، عضو هيئة كبار العلماء بأزهر الشريف، دعا لاستخدام الذكاء الاصطناعي بحرص شديد ومراقبة دقيقة خاصة وأن العالم أصبح الآن تحت تأثير تأثير هجين مشترك بين سيطرة البشر والحوسبة الذكية. ويؤكد أن الواجب الواقع على عاتق الفقهاء هو دراسة آثار كل تقنية جديدة ومعالجتها شرعياً قبيل بثها واستعمالها داخل نطاق الدولة ذات الطابع الإسلامي الثابت.

في نهاية المطاف، يبدو واضح


رشيدة الفهري

1 مدونة المشاركات

التعليقات