- صاحب المنشور: حنفي بن موسى
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطورات ملحوظة في مجال الزراعة والتكنولوجيا الغذائية، حيث أدت هذه التطورات إلى زيادة الإنتاج الغذائي وتحسين الأمن الغذائي العالمي. إلا أنه وفي الوقت نفسه، تواجه البشرية اليوم تهديدًا متزايدًا يتعلق بالأمن الغذائي نتيجة لظروف عالمية عديدة ومتنوعة. تُعرف هذه الأزمة باسم "أزمة الغذاء العالمية"، وهي تكتسب زخمًا كبيرًا وتُحدث آثارًا بعيدة المدى تؤثر على كل جانب من جوانب المجتمع الدولي.
العوامل المؤدية لأزمة الغذاء العالمية
1. تغير المناخ: يعد الاحتباس الحراري أحد أهم المحركات للأزمات المتعددة التي نواجهها حالياً، ومن بينها أزمة الغذاء العالمية. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تفاقم الجفاف والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية التي تلحق الضرر بالمحاصيل وتعوق عمليات زراعية طبيعية منتظمة. بالإضافة لذلك، يمكن لتغيرات الطقس القصوى أن تدمر البنية الأساسية والمرافق اللازمة لإنتاج واستخدام المياه، مما يزيد الوضع سوءاً.
2. ندرة المياه: تعد المياه مورد حيوي للزراعة ولا غنى عنها لإنتاج محاصيل كافية لملايين الأشخاص حول العالم. مع تسارع معدلات استخراج المياه واسعة النطاق والاستخدام غير الرشيد للمياه بسبب النمو السكاني الصناعي والسكاني، نفدت بعض مناطق الأرض موارد مياه شربها ووفرتها بشكل خطير. وهذا له تأثير هائل على قدرة الدول ذات المناطق الصحراوية الواسعة والجافة على إنتاج غذائها بنفسها وبالتالي جعلها أكثر اعتماداً على الواردات الخارجية مما قد يعرضها لنقص حاد ومؤقت أو حتى مستدام للغذاء حسب الظروف الاقتصادية والعلاقات الدولية لها.
3. عدم الاستقرار السياسي والصراع المسلح: يشكل الصراع العنيف والحروب الداخلية والخارجية عقبة رئيسية أمام جهود الحد من الفقر وتحقيق الاكتفاء الذاتي للدول المنكوبة بهذه المجريات السياسية والأمنية الخطرة والتي تجبر العديد من سكان تلك البلدان النازحة داخلياً وخارجه على هجر أرضهم والبقاء لفترة طويلة بدون مصدر رزق وطعام مناسب خلال فترة اللجوء والنزوح القسرية تاركين خلفهم دمار كامل للحقول والمزارعات الصغيرة وأنظمة الري وغيرها الكثير مما يعني خسارة فادحة لقوت يومهم وللقسم الأكبر منهم قوتهم ليوم واحد فقط! كما يحرم هذا النوع من الحرب أيضاً الأفراد الذين لا يستطيعون مغادرة مناطق نشوب الاشتباكات من الوصول بأمان إلى طعام صحّي آمن نظراً لعدم توفر وسائل نقل فعالة وصعبة التحرك عبر طرق مرورية تكون تحت سيطرة طرفين مختلفين عسكرياً؛ وهو مانع آخر يشجع على انعدام الأمن الغذائي وينذر بكوارث كارثية قادمة إن لم يتم التعامل بحكمة واتخاذ قرارات جريئة بشأن وقف نزيف الدم الإنساني قبل فقدان المزيد من النفوس الثمينة وثرواتها الوطنية الهائلة أيضًا!!
هذه مجرد أمثلة قليلة لكيف تبدو صورة المشهد المعقد الحالي فيما يتعلق بموضوع الأمن الغذائي العالمـي وكيف ينذر باتجاهات مقلقة للغاية بالنسبة لسلسلة الغذاء الرئيسية للعالم بأسره عموما وليس أفريقيا وآسيا حصريا حيث يغذي معظم الكوكب ويغذيهما تحديداً بينما تشهد بقاع أخرى موجة جفاف خانقة وفي أماكن ثانية مجاعات مدمرة تلتهب بها بركان الفقر والجوع علماً بأن جميع عناصر النظام البيئي تترابط ارتباط عضوي مباشر فتكون أي خلل فيه مؤرق ومقلق لكل دول الكرة الأرضية بلا استثناء وذلك لما سوف تتمخض عنه نتائج مزمنة مدى الحياة للأجيال المقبلة بل ويعظم المخاطر حين تصبح جائحات بيولوجية مثل مرض كورونا حديث الساعة وقد ترتبط مباشرة بتلويث المحيط الحيوي ببقايا مُعالجة المبيدات الحشرية التي تستخدم بصورة عشوائية باستهلاك الإنسان الذي يفترض به تعزيز دفاعاته ضد الفيروسات والبكتيريا المختلفة!!! أخيرا دعونا نحاول فهم حجم الديمغرافيا المستقبلية المرتبطة بإجبار ملايين المحتملون الذين سينضم إليهم شعب طفولة القريب وعلى نحو مهيب لحاجة ماسة لاستيعاب عدد جديد أكبر ممن هم أصغر