في سياق خلق الإنسان وبداية الحياة داخل الرحم، غالبًا ما يُثار تساؤلات حول طبيعة نشاط الجنين المبكرة وكيف تتوافق هذه الأنشطة مع معتقداتنا الدينية المتعلقة بنفخ الروح. وفقًا للمعتقد الإسلامي، لا يتم نفخ الروح في الجنين حتى مرور 120 يومًا تقريبًا منذ الحمل. ولكن ماذا عن الأنشطة الفسيولوجية التي تحدث قبيل هذا الوقت، مثل نبضات القلب؟
وفقًا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يوجد نوعان من الحياة: الحياة الحيوانية المرتبطة بوجود الروح والتي تضمنت الحس والإرادة، والحياة النباتية غير المرتبطة بنفخ الروح والتي تتمثل أساسًا في النمو والتغذية والتفاعلات الطبيعية الأخرى. الجنين خلال المراحل الأولى للحمل لديه حياة من النوع النباتي؛ فهو ينمو ويتغذى ويظهر تحركات لا إرادية مشابهة لتلك الموجودة في بعض النباتات.
بالنسبة لنبضات القلب لدى الجنين، تبدأ بالفعل حوالي اليوم الثاني والعشرين بعد التلقيح. هؤلاء الذين يعارضون الرأي العام بشأن الوقت الذي يتم فيه النفخ بالروح ي提辛 إن الأمر يحدث عادةً بعد بلوغ الأربعين يومًا. يشير هذا الاستنتاج بالأخص إلى أننبضان القلب هي جزء من العمليات الفيزيولوجية اللاإرادية للجسم وليست مؤشراً على وجود روح. عندما تأتي الروح، سيصبح بإمكان الجنين أداء حركات إرادية مختلفة تمامًا عمّا سبق.
أوضح أيضًا الدكتور محمد علي البار أن فقهاء المسلمين لم يعتبروا الحركة اللاإرادية دليلاً على وجود الروح وأنهم لم يولوا أهمية لانغلاق دورة الدم أو عمل القلب باعتباره برهانًا على نفس العملية. ومن ثم فإن نظرتهم للعلاقة بين نبض القلب ونفخ الروح تعبر بشكل واضح ومحدد عنها. وفي الواقع، فقد أكد العديد من خبراء الطب الحديثة ملاحظة مماثلة فيما يتعلق بمفهوم "موت دماغي"، حيث تستطيع الأجهزة الطبية دعم وظيفة الجسم بدون وجود ذرة واحدة من الحياة البشرية.
بشكل عام، بينما تلعب عمليات الانقباض الدوري للقلب دورًا رئيسيًا في تطوير وصحة الطفل في مرحلة متأخرة جدًا من الحمل، فهي لا تمثل البرهان النهائي لنفخ الروح حسب التعاليم الإسلامية الراسخة والمعروفة جيدًا لدي الخبراء العلمانيين كذلك.