الى اين يتجه العالم ؟!!

الى اين تتجه المنطقة العربية ؟!!

صفحة ( 1 )

يتجه العالم كما هو متفق عليه من اغلب المحللين الى النظام العالمي الجديد منهم من يفسر الامر نحو تعدد الاقطاب بعيد عن تحكم الولايات المتحدة الامريكية ومنهم من يفسره كنظام احادي القطب ، واغلب المحللين المؤدلجين قوميا ودينيا يذهبون لتعدد الاقطاب وهم محللي الدول العربية غالبا والدول المستهدفة من قبل المشروع الامريكي لصياغة هذا النظام العالمي .. والذي يعني وفق الهندسة الامريكية سحق الدول الفاشلة والتي تستند على الايدلوجيات الدينية والقومية وضم الدول الناجحة والمنتجة والداعمة لهذه الحضارة التي اسسها الغرب ويريد حمايتها .. ولكي نفكك شفرة الخطة الاممية علينا في البداية ان نفكك حديث هنري كيسنجر عام 2020 ابان جائحة كورونا عندما قال مع اول اختبار اممي ابان الجائحة :

(( الآن (يقصد بداية الجائحة) كما في أواخر عام 1944، هناك إحساس بخطر ناشئ لا يستهدف أي شخص بعينه، بل يضرب بشكل عشوائي مخلفا الدمار، ولكن هناك فرق مهم بين تلك الفترة البعيدة وزمننا … وعندما تنتهي جائحة Covid-19، سيتم النظر إلى مؤسسات العديد من البلدان على أنها قد فشلت. لا يهم ما إذا كان هذا الحكم عادلاً بشكل موضوعي. الحقيقة هي أن العالم لن يكون كما كان بعد الفيروس التاجي. إن الجدال الآن حول الماضي يجعل من الصعب القيام بما يجب القيام به".

وأوضح أنه من خلال استخلاص الدروس من تطوير خطة مارشال ومشروع مانهاتن، تلتزم الولايات المتحدة ببذل جهد كبير في ثلاثة مجالات.. دعم المرونة العالمية تجاه الأمراض المعدية، السعي لشفاء جراح الاقتصاد العالمي، وحماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي )) . انتهى كلام كيسنجر .

ومن المهم تفكيك خطابه غير المترابط من خلال الرجوع للاحداث والتواريخ التي ذكرها حيث ان عام 1944 ماقبل نهاية الحرب العالمية الثانية بعام واحد كان ابرز مافيه على الاطلاق هي بداية بريتون وودز التي صيغ بموجبها نظام الاقتصاد العالمي الذي تحكمه الولايات المتحدة الامريكية والذي مر بمرحلتين الاولى تلك البداية والثانية ابان صدمة نيكسون عام 1971 وهي سلسلة من التدابير الاقتصادية التي قام بها رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون من اهمها إلغاء التحويل الدولي المباشر من الدولار الأمريكي إلى الذهب مما يعني تحطيم اتفاقية بريتون وودز وبداية نظام اقتصادي عالمي جديد اكثر سيطرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية حيث تم كل هذا تحت ذريعة الهزيمة في فيتنام والتي يتشدق بها اعداء امريكا .. كما ان مشروع مارشال الذي ذكره كيسنجر اعلاه هو المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي ترتب على الحرب تدمير الاقتصاد الاوربي وانهياره وكساده وانتشار الفقر والبطالة الامر الذي خلق تربة خصبة لانتشار الشيوعية بنفس سيناريو انتشار الارهاب في المناطق المستهدفة في منطقتنا العربية اليوم (العراق - سوريا- لبنان- ليبيا- اليمن ) .. اما مشروع مانهاتن هو مشروع بحث وتطوير جرى العمل عليه في أثناء الحرب العالمية الثانية1942 لإنتاج الأسلحة النووية لأول مرة. من قبل الولايات المتحدة وبدعم من المملكة المتحدة وكندا.. والذي انتج القنبلتين النوويتين التي اسقطتا على هيروشيما ونجازاكي 1945 .. صمم القنبلة الفعلية الفيزيائي المتخصص في الطاقة النووية روبرت أوبنهايمر مدير مختبر لوس ألاموس. اختيرت مقاطعة مانهاتن لتكون المكوِّن العسكري للمشروع في سرية تامة .. وقد انتج هذا العام 2023 فلم سينمائي يروي حياة عالم الفيزياء النظرية روبرت أوبنهايمر، حيث تركز القصة في الغالب على دراسات أوبنهايمر المبكرة، وإدارته لمشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية .. ولايمكن فصل توقيت هذا الفلم عن تصريح كيسنجر اعلاه .. والمحصلة من حديث كيسنجر الاهم في رايي هو ان العالم بعد كورونا مختلف تماما عماقبلة من خلال صياغة نظام عالمي جديد تقودة امريكا على غرار النظام العالمي والاقتصادي الذي صيغ بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت الجائحة الضربة الاولى للنظام الاقتصادي القديم منذ 1944 وحرب اوكرانيا والهجوم على غزة الضربة الثانية وثمة ضربات اخرى في الطريق سوف يُختتم بانهيار النظام المالي والاقتصادي العالمي الذي استثمرته الولايات المتحدة الامريكية ابشع استثمار منذ 1971 الامر الذي رفع ديوان امريكا لاكثر من 31 تريليون دولار …

يتبع…

صفحة ( 2 )

وهو ماوصفة كيسنجر بالسعي لشفاء جراح الاقتصاد العالمي وهذا الشفاء هو بتصفير هذا الاقتصاد على طريقة شطب اتفاقية يريتون وودز 1971 وسوف يستمر هذا الدين في الارتفاع حتى الانتهاء من تمويل جميع حروب هذه المرحلة الانتقالية من العالم القديم الى العالم الجديد والتي بدات من اوكرانيا ومرورا بحرب غزة والى ماهو ابعد من غزة نحو لبنان وسوريا والعراق والكويت وربما مصر البوابة نحو افريقيا ، وفي مرحلة متاخرة سوف ياتي الدور على ايران وجميع الداعمين للاسلام السياسي لذا اصبح بوتن يراهن عليهم باعتبارهم في ذات الخندق حيث تحول بوتن الى اسلامي مجاهد اكثر من الاسلاميين انفسهم ، وهي في واقع الامر حرب عالمية ثالثة تختلف في شكلها وادواتها وطريقتها عن الحرب العالمية الثانية لكنها بذات النتائج ، ومن اسلحتها ( الاوبئة - والسلاح النووي - والاسلحة التقليدية ، الاوزمات الاقتصادية وافلاسات الدول التي هي اشد نكبة من الحروب - والانقلابات - والثورات) لقد كان حديث كيسنجر اشبه بالكلمات المتقاطعة التي تحتاج لتفسير وربط فيما بينها وفي تقديري هذه هي محصلتها اعلاه ويدعمها تصريح الملياردير الأميركي الشهير راي داليو مؤسس شركة "بريدج وتر للاستثمار"، أحد أكبر صناديق التحوط في العالم، الذي رفع احتمالات نشوب "حرب عالمية شاملة" إلى 50% بدلاً من 35% قبل عامين، بسبب ما وصفه بحربين شديدتين في أوكرانيا وغزة، لتعزز رؤيته السابقة بميلاد نظام عالمي جديد .. وعند تقييم كيفية عمل الحكومات وتصرفات الأسواق، يستشهد داليو بنموذج أصلي يسميه الدورة الكبيرة - والتي تتكون من ستة مراحل تمثل قوس الإمبراطورية، بدءًا من نمو الديون الإنتاجية والسلام والازدهار؛ إلى الانكماش الاقتصادي وطباعة النقود والثورات والحروب؛ ومن ثم إعادة هيكلة الديون؛ وفي نهاية المطاف، نظام عالمي جديد. انتهى كلامه .. وفي المعسكر الثاني الاكثر ضعفا والذي يوشك على الانهيار والذي اصبح يراهن على الاسلام السياسي واي مرتزق يمكن ان يسنده يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك نظاما عالميا جديدا قيد التشكل ويتم ترسيم حدوده، متهما أميركا وأوروبا بعدم الوفاء بوعودهم .. ويضيف "إذا لم ترد واشنطن وحلفاؤها التفاوض معنا بشأن نظام عالمي أكثر عدالة فسيكون علينا خوض ذلك بأنفسنا". وفي الختام صرح جو بايدن العام الماضي بقوله (الآن هو وقت تتحول فيه الأمور. نحن نتجه إلى ذلك. سيكون هناك نظام عالمي جديد، وعلينا أن نتولّى قيادته. وخلال ذلك، علينا أن نوحد بقية العالم الحر ) والعالم الحر هنا هي تلك الدول الناجحة التي ذكرها كيسنجر في حديثه اعلاه .. والسؤال الاخير هل السعودية من الدول الناجحة الجديرة بالانضمام للنظام العالمي الجديد دونما حروب ؟!!

الاجابة نعم فالتغييرات الجذرية التي احدثتها رؤية 2030 هي عملية جراحية غير مسبوقة وهي امنية الدول التي تطمح للانضمام للنظام العالمي الجديد وفق ماذكره سيرغي لافروف لكن للاسف لاتمتلك الارادة والقوة والادوات وفن ادارة هذه الادوات لاجراء مثل تلك العمليات الجراحية في منظومتها الاقتصادية والسياسية والاهم الثقافية .. لذا فاغلب الهجوم الذي يوجه للسعودية من كل حدب وصوب وللمغردين السعوديين ووصفهم بالمتصهينيين هي من تلك الدول التي تقاوم السقوط ولا اظنها سوف تنجح لذا علينا ان نتفرج ، ولا اقصد بذلك غزة او فلسطين برمتها فهذه قضية مورست عليها الدياثة من قادتها ورموزها حتى فقدت عذريتها عام 1944 ، وتتالى عليها الزناة من القوميين العرب والاسلام السياسي الى ان اصبحت اليوم تحتضر دونما املا في العودة للحياة .. ولم يكن احد صادقاً معهم الا السعودية ومازالت صادقة ومواقفها ثابته اليوم وغدا والى ان يطيح بهم قادتهم المزيفين .. وعموما لاتنسوا حفظ مواقف اولئك المأزومين فسوف يركضون نحونا فيما بعد العاصفة .. حقا علينا طردهم شر طرده (ومن بغا الدح ماقال اح ).. عذرا على المثل القبيح لكنه يليق بقبحهم وقبح تاريخهم ومواقفهم وتحالفهم مع من يضرب مكة والرياض والطائف وجازان ونجران بصواريخه ، وفرحهم مع كل امر ينغص على السعودية يومها ((وانا هنا لا اعمم وما زلت ارفض التعميم)) انما اعني تلك الاصوات (الصريحة) التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي اليوم والذين اصبحوا يعلنوا حقدهم وكراهيتهم صراحة للسعودية والشعب السعودي وقيادته .. لقد وقفت القيادة السعودية مع جميع القضايا العربية خلال سبعة عقود مضت بدون استثناء وخسرنا الاموال والارواح .. ثم ماذا ؟!!

الثناء لايران والسب والشتم لنا فاهنئوا بايران والاسلام السياسي وابواقها الاعلامية وواجهوا مصيركم المنتظر معهم فالعالم يغرق وسفينة نوح لها شروط لاتنطبق على المؤدلجين والمتخلفين الذين ينتظرون الحلول والتغيير من الرجل المخلص الذي سوف ياتي اخر الزمان … ولن ياتي ،،،

جاسر الماضي