- صاحب المنشور: أكرم الغنوشي
ملخص النقاش:مع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في مختلف القطاعات الاقتصادية. هذا التحول التكنولوجي ليس مجرد تغيير نمطي بل يحمل معه تحديات جديدة وأفقاً رحباً للمستقبل المهني. بحلول عام 2030، يُتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنسبة تصل إلى 16% من النمو العالمي للناتج المحلي الإجمالي حسب دراسات البنك الدولي. ولكن كيف سيؤثر ذلك على سوق العمل؟
من ناحية إيجابية، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الكفاءة والإنتاجية عبر تبسيط العمليات المتكررة والتجارب البشرية الروتينية. كما أنه قد يخلق فرص عمل جديدة غير مسبوقة تتطلب مهارات فريدة مثل تطوير البرمجيات والتعلم الآلي. بالإضافة لذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير بيانات دقيقة للأعمال التجارية مما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات أفضل.
التحديات المحتملة
مع كل هذه الفوائد الواضحة، هناك أيضاً مخاوف كبيرة حول فقدان الوظائف بسبب الأتمتة. العديد من الدراسات تشير إلى أن حوالي نصف جميع الوظائف الحالية معرضة للتغيير الكبير أو الاضمحلال نتيجة للذكاء الاصطناعي. الأمثلة الأكثر شيوعًا هي وظائف الخدمات اللوجستية والبناء والمبيعات والمكاتب الإدارية.
للتخفيف من آثار هذه القضية، يتعين علينا التركيز على التعليم والتدريب المهني المستمر لضمان امتلاك الناس لمجموعة متنوعة من المهارات اللازمة لسوق العمل الجديد. بالإضافة إلى ذلك، يجب النظر في السياسات العامة التي تدعم إعادة التدريب وتوفر شبكات أمان اجتماعية لمن هم خارج قوة العمل بسبب التقدم التقني.
في النهاية، بينما يقدم الذكاء الاصطناعي فرصة لتحقيق تقدم هائل، فهو أيضًا يفرض مسؤوليتنا نحو فهم كيفية استخدامه بطريقة مستدامة وآمنة اجتماعياً واقتصادياً.