• صاحب المنشور: سعاد بن عاشور
  
  ملخص النقاش:
  مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، أصبح تأثيرها واضحاً على مختلف جوانب حياتنا اليومية. أحد أكثر المجالات تأثراً هو سوق العمل. مع تزايد الاعتماد على الأتمتة والذكاء الصناعي، هناك مخاوف كبيرة بشأن فقدان الوظائف التقليدية لصالح الروبوتات والأجهزة الذكية. إلا أن هذا التحول يفتح أيضاً أبواباً جديدة للفرص الاقتصادية والإبداع.

**الآثار الإيجابية للتكنولوجيا على سوق العمل**

1. زيادة الكفاءة والإنتاجية: يمكن للأدوات التكنولوجية مثل البرمجيات الآلية (Robotic Process Automation) وتطبيقات التعلم العميق تحسين كفاءة العمليات المعقدة وإنجازها بسرعة أكبر ودقة أعلى مما يستطيع البشر القيام به. وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف للشركات.

1. خلق فرص عمل جديدة: بينما يتم استبدال بعض الوظائف بالروبوتات، فإنه يُولد كذلك وظائف جديدة تتطلب مهارات مختلفة ومتخصصة مثل تطوير البرامج وصيانة الآلات الذكية والاستشارات الفنية وغيرها الكثير. هذه الفرص الجديدة قد تكون أكثر رواجًا وأجرًا عاليًا بسبب الطبيعة الخاصة لمهن المستقبل.

1. تحسين الخدمات الرقمية: أدى ظهور الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة إلى توسيع نطاق الوصول إلى المعلومات والخدمات عبر الحدود الجغرافية. الآن، يمكن لأي شخص الاستفادة من خدمات التعليم والصحة والمالية بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو وضعه الاجتماعي. كما تعزز الشفافية والمسائلة في العديد من القطاعات المختلفة نتيجة سهولة الحصول على البيانات ومشاركة المحتوى عبر الشبكات الاجتماعية وغيرها من المنصات الإلكترونية.

**مخاطر تكنولوجيا التشغيل الآلي وما بعدها**

1. الفجوة بين الأغنياء والفقراء: رغم أنها توفر فرصة لنمو اقتصادي كبير، فإن عملية التحول التكنولوجي قد تؤدي أيضا إلى تضييق الفجوة بين الغني والفقير حيث تحتاج العديد من المهارات الجديدة في مجال التكنولوجيا مستويات عالية من التدريب والمعرفة التي قد يصعب تحقيقها بالنسبة للمواطنين ذوي الدخل المنخفض حاليا.

1. عدم المساواة في الوصول: ليس كل الأشخاص لديهم نفس القدر من الفرص للحصول على تدريب مناسب لتلبية احتياجات السوق القادمة. وقد يعاني البعض ممن يعيشون في المناطق النائية أو الذين يعانون بالفعل من محدودية الفرص التعليمية، الأمر الذي سيجعل الأمور أصعب عليهم عند محاولة دخول سوق العمل الجديد.

1. مستقبل الأمن الوظيفي: يشكل الخوف من فقدان الوظيفة مصدر قلق رئيسياً لكثيرين نظرا لأن المزيد من الأعمال تصبح قابلة للإنجاز بواسطة الحاسوب الآلي. وعلى الرغم من أنه ينشأ دائما مجالا جديدا للعمل كرد فعل لهذا الوضع، تبقى حقيقة كون بعض الوظائف معرضة بشكل أكبر للاستبدال مقلقة للغاية خاصة بالنسبة لمن هم بالفعل مهددين بفقدان عملهم الحالي بسبب نقص مهاراتهم الأساسية أو عدم قدرتهم على مواكبة السرعات المتغيرة لسوق العمل الحديث