الاستهزاء بالإسلام هو عمل شديد الخطورة ويعتبر أحد أهم موجبات الخروج من الملة وفقًا للإجماع الشرعي. هذا الفعل ينطوي على التنقيص والتسخيف للإيمان والشرائع الإسلامية، سواء عبر الأقوال أو الأفعال التي تظهر عدم الاحترام لحرمات الله وللدين بشكل عام.
يمكن تعريف الاستهزاء بأنه أي تصرف يهدف إلى التقليل من شأن الأمور المقدسة في الإسلام، بما في ذلك الله نفسه، رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كتاب الله الكريم، وشرائعه وأحكام دينه. يمكن لهذا التوجه أن يتم عبر الضحك، أو المحاكاة الساخرة، أو حتى الإشارة غير المباشرة والتي قد يفسرها المجتمع المسلم باعتبارها تحقيرًا للدين وثقته به.
من المهم التمييز هنا بين الاستهزاء وبين مجرد ارتكاب الأخطاء البسيطة. قد نجد أنفسنا مؤقتًا في مواقف تربكنا أو تخلق لدينا ردود فعل طبيعية مثل الابتسامة أو الضحك عند تعرضنا لأحداث تتعلق بالدين ولكن بدون قصد الاستخفاف بهذا الدين. ومع ذلك، إذا كانت النية واضحة أو الطبيعة العامة للموقف تحمل طابع الامتهان، فإن الأمر حينئذ يعد خروجاً عن التعاليم الإسلامية.
على سبيل المثال: لو ظهر شخص مسيء لمبادئ الإسلام علانية مستخدماً لهجة سخيفة أثناء حديثه عنها؛ سيكون هذا مثال واضح على الاستهزاء. بينما ربما يكون الضحك بسبب سوء تفاهم عرضي أمر مختلف تمام الاختلاف وغير مدان شرعا طالما لم تكن هناك نيّة لإستهزاء الإسلام بأفعاله وتعليماته.
لتجنب الانزلاق نحو هذه المياه العكرة، يجب علينا أن نحترم دائمًا حرمات ديننا ونحن ملتزمون بتعاليمه. دعونا نتذكر دائما حكم القرآن الكريم حسب تعليمات الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن علي آل الشيخ حيث ذكر بأن "من استهزأ بالله، أو بكتابه، أو برسوله، أو بدينه: كفر - ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء."