تحليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحافة التقليدية

في العصر الرقمي الحالي، أثرت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عميق على الصناعة الإعلامية التقليدية. هذه المنصات الجديدة غيرت طريقة تقديم الأخبار وتناولها

  • صاحب المنشور: ملك بن عثمان

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الحالي، أثرت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عميق على الصناعة الإعلامية التقليدية. هذه المنصات الجديدة غيرت طريقة تقديم الأخبار وتناولها من قبل الجمهور، مما طرح عدة تحديات وأفرز فرصاً جديدة للصحافيين والوسائل الإعلامية التقليدية. بدأت العديد من المؤسسات بالاعتماد أكثر فأكثر على البيانات التي تقدمها الشبكات الاجتماعية لتقييم مدى شعبية القصص الإخبارية الخاصة بها، وبالتالي تغيير استراتيجيات التحرير لديها وفقًا لذلك.

التحول نحو سرعة الوصول:

أصبحت السرعة عاملاً حاسماً في مجال الإعلام مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يمكن للمستخدمين الآن الحصول على تحديثات فورية حول الأحداث الجارية مباشرة عبر هواتفهم الذكية أو الحواسيب المحمولة. وقد أدى هذا إلى خلق توقعات بين القراء بأن تكون المعلومات موفرة بأسرع وقت ممكن. وهذا يشكل ضغطا كبيراً على الصحافة التقليدية، والتي كانت في السابق لديها الوقت الكافي للتحقق والتدقيق والتعمق في القصص الإخبارية. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يتم نشر قصص خاطئة بسرعة كبيرة بسبب خطأ بشرى أو بسبب نوايا سيئة، الأمر الذي يؤثر على مصداقية جميع الوسائل الإعلامية الأخرى حتى وإن كانت متخصصة وموثوقة.

إعادة تعريف الدور الصحفي:

مع توسيع نطاق توزيع المحتوى عبر الإنترنت ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، فقد شهد دور الصحفي تقليديًا بعض التغيير أيضا. لم يعد مجرد مصدر للأخبار؛ فهو يصبح اليوم جزءا فعالا من عملية إنتاج الخبر نفسه. يتفاعل الصحفيون بشكل مباشر مع جمهورهم ويستجيبون لاهتماماته ومتطلباته الفعلية. كما أنه أصبح بإمكان أي شخص اليوم العمل كمخبر صحفي صغير باستخدام الهاتف المحمول الخاص به ومشاركة أحداث محلية قد لا تتبعها وكالات أخبار رسمية. ولكن رغم أهميتها، فإن مشاركة الأفراد لهذه الحقائق تحتاج غالبًا لتأكيد وتحليل من خبراء ميدانيين ذوي دراية وقدرة نقدية عالية للتغلب على مشكلة انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة التي انتشرت مؤخراً.

التأثير الاقتصادي:

لا ينكر أحد النفوذ الكبير الذي مارسته وسائل التواصل الاجتماعي على الجانب التجاري للإعلام أيضًا. فقد أدت القدرة على الوصول المجاني للمحتويات الإلكترونية والإعلانات المستهدفة للغاية إلى انخفاض كبير في إيرادات الإعلانات المطبوعة والمذاعة التقليدية. وعلى الرغم من أنها توفر فرصة أكبر لجذب عدد أكبر من المشاهدين والقراء مجانا ، إلا أنها تشكل بيئة تنافس شديدة بالنسبة للشركات الصغيرة والبرامج المنتجة داخليا ذات الميزانيات المحدودة مقارنة بشركات عملاقة مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت. ولذا فإن الكثير منها اضطر لاتخاذ قرار بتطوير نموذج جديد للاشتراك المدفوع للحفاظ على مستويات دخلهم المعتادة والحصول على موارد تمويل مستقرة بعيدا عن الاعتماد الكلي على الانظمة الدعائية الغير مضمونة ارباحا دائما .

----end----


دوجة الطرابلسي

9 مدونة المشاركات

التعليقات