- صاحب المنشور: توفيقة البوزيدي
ملخص النقاش:
نقاش وتحليل:
بدأ النقاش بمشاركة السيدة توفيقة البوزيدي لمقولتها الشائعة التي تؤكد على أن البحث عن توازن ثابت بين العمل والحياة الشخصيّة يعدُّ وهمًا، حيث يقترح أنها الدعوة إلى تبني نهج أكثر ديناميكيَّة ومتابعة الانحراف المُتَّسَم به تجاه ذاتنا. ويؤكد المؤلف الأصلي على ضرورة المرونة والثبات النفسي كي يُمكن الوصول إلى مستوى أعلى من الراحة والسعادة الكبرى.
في ردِّها على هذه النظرية الفلسفية، أثارت المغربية تغريد الموريتانية اعتراضاتها، مشددة على أن عدم الاعتراف بقيمة التوازن كوسيلة لحماية الصحة العقلية والجسدية قد يكون مفرطًا في البُعد عن العمليَّة. فهي ترى أنَّ وجود قالب أساسي للتحكم في الأمور أمر ضروري للتعامل بكفاءة مع تعقيدات الحياة الحديثة والمُتَلَبِّسة منها خاصة. وعلى الرغم من اتفاقها مع الأفكار الرئيسية للموضوع الأولي، إلا أنها تريد إبراز أهمية ترسيخ نظام واضح يستند إليه كمصدر ارتياح وثبات داخلي.
ثم جاء دور الطيبية بنت علي لاحقًا وأبرزته رؤية مغايرَّة بعض الشيء لأوجه نظر السابقين؛ فقد اتفق معها فيما يرتبط بأهمية المرونة وقدرة التكيُّف اللازمتين للتفاعل الناجع مع بيئات عمل متنوعة، ولكن رفض مدلولات مصطلح "الاستقامة". وقد اقترحت مكانَه المصطلحات الأخرى مثل "إدارة الضغط الداخلي واستخدام آليات دفاعٍ فردية". وفي نهاية المطاف، توصلا لإجماع عام مفادُّه أن بناء القدرات النفسية القوية وممارسات التأمل الذاتي هما مفتاح نجاح أي شخص يسعى للإبحار بسفينة عمله وحياته بإيجابية عالية.
أما مشاركة زهره بن سيسي الأخيرة فأكدت أيضاً على نفس الاتجاه العام للأمور برفضها لفكرة الوضع ثابتا جامدا للمصطلح السالف ذكرہ ("الترويق") وإعطاء قوة اكبر للدينامية المرنة للسلوك الإنساني عند التعرض لرعشة أحداث الحياة المختلفة وظروفها المختلفة كذلك. وقد أقترحت بدائل تلك الصورة التقليدية لما هي عليه شكل حالته الحقيقية اليوم والتي تبدو بعيدة المنال نسبياً بالنظر لمنطقة العرب خصوصاً. حيث تقوم ببناء منهجي أكثر ليِّنٌ قادرٌ على تغيير وتعديل مساره وفق المؤثرات الخارجية المتغيِّرة دوماً.