- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:شهدت السنوات الأخيرة تحولاً هائلاً في القطاع المصرفي والاستثماري العالمي بسبب ظهور وانتشار التكنولوجيا المالية أو "FinTech". هذا التحول لم يكن خاصًا بأي منطقة جغرافية معينة؛ فحتى المنطقة العربية شهدت تطورات كبيرة.
في ضوء هذه الظاهرة، نستعرض هنا بعض من التحديات الرئيسية التي تواجه تطبيقات FinTech في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الاتجاهات المستقبلية المحتملة.
التحديات الحالية:
- التنظيم والتشريع: تعتبر القوانين المصرفية والأموال التقليدية في العديد من الدول العربية قديمة وغير مرنة لتلبية متطلبات الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في التشريعات المحلية لضمان بيئة تشجع الابتكار ولا تتسبب في تعقيد عملية الحصول على الموافقات اللازمة.
- ثقافة الاستثمار والمجازفة: يعد المجتمع العربي عموماً متحفظاً عندما يتعلق الأمر بالاستثمار خاصةً فيما يتعلق بالتكنولوجيا الجديدة والمعرفة غير الواضحة للمخاطر المرتبطة بها. يعتبر تقديم حلول تأمين ورقابة قوية أمر حاسماً لبناء الثقة بين الجمهور والشركات الناشئة في قطاع FinTech.
- البنية التحتية الرقمية: توفر البنية الأساسية للإنترنت والشبكات الأمنية تأثير كبير على مدى نجاح المشاريع الناشئة في التكنولوجيا المالية. تحتاج العديد من البلدان إلى توسيع شبكتها الرقمية وتحسين سرعة الإنترنت لتحقيق أفضل أداء ممكن لهذه الصناعة.
- مهارات العاملين: يلعب وجود الكوادر المؤهلة دوراً أساسياً في دعم نمو شركات FinTech. غالباً ما تكون الجامعات والكليات محدودة في قدرتها لتزويد الطلاب بتدريب متخصص في مجالات مثل البرمجيات والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة - وهي مهارات مطلوبة بشدة لتطوير الحلول التقنية المتقدمة.
الاتجاهات المستقبلية:
على الرغم من هذه التحديات، فإن مستقبل التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط يبدو مشرقا. تتضمن بعض الاتجاهات الأكثر أهمية ما يلي:
- زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: ستصبح تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءا رئيسيا من الخدمات المالية عبر الإنترنت حيث يمكن استخدامها لأتمتة العمليات وتحليل البيانات الكبيرة واتخاذ القرارات الدقيقة.
- إدخال العملات الرقمية الحكومية: تعمل عدة دول عربية على إصدار عملاتها الرقمية الخاصة مما يعزز كفاءة المعاملات ويقلل تكلفة التعاملات التقليدية.
- نمو خدمات الدفع الإلكتروني: سيستمر ازدياد شعبية وسائل دفع رقمية مختلفة مثل الهواتف المحمولة وأجهزة نقاط البيع (POS) المدعومة برموز الQR والتي تتجنب الحاجة إلى الحسابات المصرفية التقليدية.
- الشراكات بين المؤسسات المالية القديمة وشركات التكنولوجيا الناشئة: سنرى المزيد من التعاون بين المؤسسات المالية الراسخة وصانعي التقنيات الشباب بهدف تحقيق الفوائد لكل طرف أثناء مواجهة مواطن الضعف لدى الآخر.
- التفاعل الاجتماعي والإرشادات الشخصية: سيكون التركيز على توفير تجربة مصرفية شخصية ومتكاملة أكثر جاذبية للمستخدم النهائي، باستخدام البيانات الواسعة للتوصيات والتخصيصات