استيقظت عاتكة عمة النبي ﷺ في وهنٍ من الليل، تختنق وكأنها لا تجد نسمة هواء تكاد تصرع مما رأت في منامها، رؤيا هزت مكة وأقسموا أسيادها أن لم تتحقق هذه الرؤيا أن يشنوا على بني هاشم حرب
وما هي إلا ثلاث ليالٍ حتى تحققت
"غزوة بدر"
انتهى عصر الاضطهاد في مكة
وغادر المسلمون منها وبدأ عصرٌ جديد للإسلام من الهجرة، وترك البلد والبيت والفراش
ترك المسلمون بيوتهم وأموالهم وخرجوا بكل ما قدروا عليه وهي أنفسهم
واستحلت قريش أموالهم وأخرجتها في التجارة
وقرر النبي ﷺ أن يرد أموال المسلمين، وعلم أن أبا سفيان قد أتى من الشام في عيرٍ عظيمة فيها أموالٌ وتجارةٌ وفيها أربعون رجلاً وكان في العير ألف بعير تحمل أموال قريشٍ بأسرها.
ندب الرسول المسلمين وقال:
هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها؛ لعلّ الله ينفّلكموها، فانتدب الناس، فخفّ بعضهم وثقل بعضٌ؛ وذلك أنّهم لم يظنوا أنّ رسول الله ﷺ يلقى حربًا
وأما أبو سفيان، حين دنا من الحجاز، كان يتحسّس الأخبار، ويسأل من لقي من الرّكبان: حتى جاءهُ الخبر أن محمدًا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فبعث رجلًا يقال له ضمضم بن عمروٍ الغفاري إلى مكة لينذرهم