أنتِ محقة يا أم المؤمنين! إن منع الأبناء من حضور العروض التي تتضمن مسرحيات أو مشاهد تمثيلية تُخلّ بمبادئ الإسلام يعد خطوة حكيمة. هذه العروض غالبًا ما تحتوي على عناصر مستوحاة من السحر والشعوذة، وهي أعمال مذمومة ومحرمة وفقًا للشريعة الإسلامية. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "فإذا حبلهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" (طه: 66). حيث يصف الله عمل هؤلاء بالسحرة بالسحر، مما يؤكد تحريم هذه الأعمال واستحالة اعتبارها مجرد فن أو ترفيه بريء.
وفقًا للفقهاء والعلماء المعاصرين، مثل فضيلتي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله، فإن مشاهدة أي شكل من أشكال السحر، سواء كانت واقعية أو تمثيلية، تعد ممنوعة شرعًا. فهي تشجع على قبول الباطل والترويج له بدلاً من مقاومته ونبذه. ومع ذلك، يمكن الاستثناء عندما يتم مشاهدة هذه المشاهد بهدف نقاشها وتحليلها لإبعاد الشباب عنها ومنع انتشارها بين المجتمعات المسلمة.
وفي السياق نفسه، يحذر العلماء أيضًا من مهرجانات الصيف التي تقدم محتوى مشابهًا لما سبق ذكره. فالتمثيل بالألعاب الخطيرة والمغرية كمشي الأشخاص على الحبال، وسحب السيارات بشعرهم، وأكل النار بشكل مزيف، كلها أعمال خداع ليست حقيقية ولكن لها تأثير سلبي كبير على معتقدات وثقافة الشباب. إنها بمثابة بوابة مفتوحة أمام السحر والخرافات بدلاً من نشر ثقافة علمية وفنية بناءة. ولذلك يجب على ولي الأمر اتخاذ إجراءات فورية لمنع مثل هذه الفعاليات وضمان عدم تجاوز الحدود الدينية والأخلاقية في المجتمع المسلم.
ختاماً، نسأل الله الهداية لكل أبناء وبنات المسلمين نحو طريق الحق والنور بعيدًا عن طرق الضلال والدجل. حفظ الله أبنائكم وشباب مجتمعاتنا من كل مكروه وسوء بإذن الله.