- صاحب المنشور: تيمور التونسي
ملخص النقاش:
في ظل جائحة كوفيد-19 العالمية، شهدت صناعة ألعاب الفيديو تحولاً ملحوظاً. فقد أدى انتشار الفيروس إلى تغييرات جذريّة في سلوك المستهلكين وعاداتهم الاستهلاكية؛ حيث لجأ الكثيرون إلى الألعاب الرقمية كمصدر للتسلية والترفيه أثناء فترات الحجر المنزلي الطويلة. هذا التحول الكبير ساهم بشكل كبير في تعزيز نمو سوق الألعاب الإلكترونية العالمي الذي كان بالفعل يتزايد بوتيرة متسارعة قبل ظهور الجائحة. ولكن هذه الظروف الجديدة قد فرضت أيضًا تحدياتها الخاصة على القطاع والتي تتطلب دراسة معمقة لفهم تأثيراتها المستقبلية.
من ناحية الإيجابيات، عززّت القيود المرتبطة بالجائحة حركة الشراء عبر الإنترنت لأجهزة وألعاب الفيديو، كما زادت مدة الوقت الذي يقضيه اللاعبون الأفراد داخل تلك البيئات الرقمية. وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة "نيوزيلاند جيمرز"، ارتفعت نسبة مستخدمي خدمات البث مثل "ستيم" بنسبة بلغت حوالي 32% مقارنة بعام 2019. بالإضافة لذلك، حققت بعض الكيانات الكبرى الناشطة في المجال نجاحات غير مسبوقة خلال الفترة نفسها. فمثلاً، حصل تطبيق "روبلوكس" للألعاب المتعددة اللاعبين على أكثر من ملياري دولار أمريكي كإيرادات منذ بداية العام الحالي وهو رقم قياسي بالنسبة لهاته الشركة الصاعدة حديثا . وهذا يعكس مدى قدرتها التنافسية القوية رغم المناخ الاقتصادي المضطرب حاليا بسبب حالة عدم اليقين بشأن نهاية تفشي المرض وانتشار لقاح فعَّال للقضاء عليه تمام الاختفاء لاحقا.
وعلى الجانب الآخر، تواجه شركات إنتاج العناصر الأساسية للعبة مشاكل فيما يخص ضمان توفر المواد الخام اللازمة لصنع منتجات جديدة مطلوبة بشدة خاصة مع عودة الناس تدريجيّا لحياتهن اليومية الاعتيادية بعد فترة طويلة قضموها تحت وطأة إجراءات الوقاية الاحترازية المشددة ضد الفايروس الفتّاك. ومن المحتمل أيضا أن تؤثر زيادة الطلب المحمومة مؤخراًعلى تكلفة تصنيع وحدات التحكم المنزلية الرئيسية واستقرارأسعار قطع الغيار والمكونات الضرورية الأخرى المستخدمة بإنتاج لعبتهم النهائية وبالتالي يمكن ان ينتج عنه ارتفاع مثير للغضب بين جمهور العملاء الذين اصبحوا معتادين نسبياً علي التسوق بقيم مخفضه ، مما يؤدي بحكم المنطق إلي تراجع شعبيتها وسط منافسات حامية الوطيس بين المنافسين الأكبر حجما .
وفي الختام ، فإن تأثير الجائحة سيظل له أثره الواضح والثابت تجاه قطاع الترفية والإعلام الرقمي خصوصا وان هناك تقنيات تكنولوجية مبتكرة ستظهر تباعا بغرض تقديم تجارب فريدة للمستخدم النهائي التي سوف تمكن ايضا تطوير محتواه الداخلي لتكون اقرب لحقيقيتها ولذا سيكون عليها البحث باستمرار لبقاء قادرة ومنافسة حتى بعد انتهاء مرحلة كورونا