• صاحب المنشور: رياض المزابي
  
  ملخص النقاش:
  لقد كان لفيروس كورونا المستجد (COVID-19) تأثير عميق وتأثير متعدد الأوجه على الاقتصاد العالمي. منذ ظهور الوباء الأولي في نهاية عام 2019، تحول المشهد الاقتصادي بطرق غير مسبوقة أدت إلى اضطرابات كبيرة في التجارة والاستثمار والسلاسل الإمداد العالمية. وفيما يلي نظرة تفصيلية حول الآثار التي خلفتها الجائحة حتى الآن والمستقبل المحتمل لهذه التغييرات.

التأثيرات الاقتصادية القصيرة المدى

انخفاض معدلات النمو والتضخم

أدت القيود المفروضة للحد من انتشار الفيروس - مثل إغلاق الحدود وإجراءات العزل الاجتماعي - إلى تراجع الثقة الاستهلاكية والإنتاجية الصناعية. وقد ترتب ذلك بانكماش في الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا والصين، حيث بلغ معدل النمو سالبا لأول مرة منذ عدة عقود. كما تأثر سوق العمل بشدة، مما دفع العديد من البلدان إلى تسجيل مستويات عالية من البطالة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة. علاوة على ذلك، فقد نتج عنه أيضا تقلبات حادة في أسعار النفط الخام وباقي السلع الأساسية الأخرى.

صدمة سلسلة الإمدادات العالمية

تعرضت شبكة التوريد الدولية لصدمات قوية بسبب تعطل عمليات التصنيع والتوزيع نتيجة لإجراءات مكافحة الوباء المحلية والخارجية. كانت هذه الضربة أكثر شدتها بالنسبة للشركات المعتمدة اعتمادا كبيرا على المصدرين الآسيويين الذين يشكلون جزء كبير من سلسلتها اللوجستية. لقد تطورت مشكلة أخرى وهي الاعتماد الكبير على الصين كمصدر رئيس للأدوات الطبية ومعداتها، وهو الأمر الذي زادت أهميتها خلال فترة الحجر الصحى والعزل المنزلي.

التأثيرات المالية طويل الأجل

إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية

من المتوقع حدوث تغيير جذري في تركيبة اقتصاديات الدول المختلفة؛ إذ ستُصبح مجالات جديدة ذات أهمية أكبر مقارنة بالمراحل السابقة لها. ومن الأمثلة البارزة هنا قطاع الرعاية الصحية والأجهزة الإلكترونية المرتبطة بها والتي شهد تصاعد شعبية أثناء التعامل مع حالات المرض. بالإضافة لذلك قد يلعب المجالان التعليمي والدولي دوراً مهماً عبر زيادة الدعم الحكومي لهما لتسهيل الوصول الى الخدمات الترفيهيه وغير الرسميه عبر الإنترنت.

التحوّل نحو "اقتصاد رقمي" أكثر شمولًا

ساهمت إجراءات الحدّ من الانتشار في تشجيع نمواً هائلاً فى استخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والحلول المبنية عليه والشبكات الذكيّة الخلويه وما يتصل بذلك ... وهذه مجرد بداية الطريق الطويل نسبياً ولكن المؤكد أنه سيغير وجه الحياة اليومية للأجيال القادمَة . أكدت الدراسات الأخيرة بأن هذا الاتجاه سوف يساهم بصورة واضحه بتغيير طريقة عمل المؤسسات التجارية وتوقعات العملاء بشأن جودة منتجاتهم وكفاءتهم التشغيليه.

الخاتمة

إن التأثير الأخير لجايحة COVID-19 لن يقتصرعلى آثارها الفورية بل سيترك اثره أيضًا بإحداث تغييرات دائمه بمختلف جوانب المجتمع الحديث واستراتيجيات الأعمال الخاصة به. إن فهم كامل لهذه الحقائق الجديدة سيكون ضروري للحكومات والشركات للإعداد لسياقات عالمية تتسم بالخطورة وعدم اليقين.