فيما يتعلق بكتابة الروايات والقصص الخيالية، هناك شروط يجب مراعاتها لضمان عدم مخالفة الأحكام الشرعية. أولاً، يجب أن يكون الهدف من هذه الأعمال هو الإصلاح والتوجيه نحو الخير والمعاني الإنسانية النبيلة. يجب أن يكون هذا واضحًا في جميع تفاصيل القصة ومجريات الرواية، حيث يشمل الإصلاح جوانب متعددة مثل العقائدية والسلوكية والاجتماعية والأسرية والسياسية وغيرها.
ثانيًا، لا يجوز ذكر الوقوع في المنكرات، مثل الزنا أو السرقة أو الخمر، إلا على سبيل بيان سوء عاقبة المعصية واتخاذ العظة والعبرة. أي أن ذكر هذه المنكرات يجب أن يكون بهدف تحذير القراء من عواقبها السيئة، وليس بهدف التمجيد أو التأييد. حتى لو لم يكن الهدف التمجيد، فلا يجوز ذكر هذه الأشياء والسكوت عنها، لأن ذلك قد يؤدي إلى نوع من الإقرار بها أو على أقل تقدير، الإقرار بأنها شيء معتاد في حياة الناس.
في سياق السؤال، إذا كانت شخصية تشرب الخمر في القصة مجرد حدث جانبي ولا يتم التعليق عليه سلبًا أو إيجابًا، فإن ذلك لا يعتبر ترويجًا للخمر أو تأييدًا لها. ومع ذلك، يجب أن يكون الهدف الأساسي للقصة هو الإصلاح والتوجيه نحو الخير، وأن لا تشتمل على أي منكرات أخرى.
في النهاية، يجب أن نذكر أن الخمر حرام في الإسلام، وأن كل من يعين على شربها بوجه من الوجوه أثم. لذلك، يجب على الكاتب أن يكون حذرًا في اختيار المواضيع والتصرفات التي يصورها في أعماله الأدبية.