قصة إنشاء دار الكتب والوثائق القومية
عاش الأميران غير الشقيقين «إسماعيل» و«مصطفى فاضل» أبناء الخديو إبراهيم باشا، ابن محمد علي، وقائد جيوشه، وبينهما صراع خفي نشب جراء كره والدتيهما المتبادل، الذي جعل الصبيان المتقاربين في السن يشبان وبينهما تنافس وأحقاد متبادلة، https://t.co/IS2PZ4QeIk
حتى كانت كارثة غرق شقيقهم الأكبر الأمير أحمد رفعت، ليصبح إسماعيل ولي العهد الجديد، وتتعزز الأحقاد الدائرة بينهما، حتى أن الأمير مصطفى فاضل سافر إلى باريس في العام 1863؛ لعدم احتماله اعتلاء أخيه إسماعيل الحكم.
هدأت الضغائن بين الأخوين بسفر الأمير مصطفى فاضل إلى فرنسا،
فأخذ الوشاة يروجون الأكاذيب حول الأمير الغائب، بأن صوروه بالمتآمر الساعي لدمار حكم أخيه، حتى اعتقد الخديو إسماعيل إن أخاه أراد قتله متعجلًا خلافته على العرش، فأرسل إليه في باريس أواخر 1864 ليشتري أملاكه كافة.
ومن ناحية أخرى، سعى الخديو إسماعيل أيضًا لتغيير نظام الحكم من بعده؛
حتى لا يخلفه أخيه، وبالفعل نجح في استصدار فرمانا عثمانيا في مايو 1866 يقضي بحصر حكم مصر على ذريته، وهو ما ذكره إلياس الأيوبى في كتابه «تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل».
وفي أعقاب ذلك، عرض الخديو إسماعيل شراء ممتلكات أخيه الأمير مصطفى فاضل مجددًا،
فلم يجد الأخير مفراً من القبول بعد زوال أحلامه في اعتلاء عرش مصر، وتم البيع في 22 نوفمبر 1866 مقابل مليونين و80 ألف جنيه إنجليزي، وكان من ضمن الأملاك المباعة لإسماعيل القصر الواقع بدرب الجماميز في حي السيدة زينب، والذي شكلت مكتبته النواة الأولى لـ« دار الكتبخانة الخديوية»