أذكر قديمًا كنتُ جالسًا عند الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله وهو خفيف الروح ، حسن المعشر ، رفيقٌ

أذكر قديمًا كنتُ جالسًا عند الشيخ عبد الرحمن البراك -حفظه الله- وهو خفيف الروح ، حسن المعشر ، رفيقٌ بطلابِه ، وكان أحد طلبة العلم -ولا أُسَمِّيه- يقرأ

أذكر قديمًا كنتُ جالسًا عند الشيخ عبد الرحمن البراك -حفظه الله- وهو خفيف الروح ، حسن المعشر ، رفيقٌ بطلابِه ، وكان أحد طلبة العلم -ولا أُسَمِّيه- يقرأ عليه في شرح التدمرية ويلحن ؛ فيقول له الشيخ ما إعراب هذا ؛ فأتطفلُ أنا وأجيب ؛ فيقول لي الشيخ وهو يضحك: اسكت أنت! ...

فأسكت قليلًا ، حتى إذا لحن ثانيةً وسأله الشيخ ؛ نازعتُه الإعرابَ وسبقتُ بالجواب! ؛ فيقول لي الشيخ ممازحًا: اسكت وإلا ضربتك بالعصا ، ويرفعُ عصاه :) ..

وعلى هذا الذِّكر: كان شيخنا عبد المحسن العبيكان -حفظه الله- مِن أرحب الناس صدرًا في الجواب وفي النقاش ؛ يسألُه الطالبُ سؤالًا قد نضيق نحن به ؛ فيجيبُه ويفصل له ؛ فإذا شعر أنه لا يفهم ؛ قال له: نكمل الآن الدرس حتى لا نطيل على الإخوة ثم أجيبك بعد الدرس ، ولا يُشعِرُه بقلة فهمه ..

وعَودًا إلى البرّاك: ذهبتُ إليه أولَ مرةٍ وكنت في الثانوية ، دخلت مسجدَه بعد الفجر ، وصليت معه ، وكانت تلاوته نجديةً أستعذبها .. سارعت إليه بعد الصلاة أُخبِرُه أني جئت من البحرين راغبًا في قراءة الثلاثة الأصول والقواعد الأربع ؛ فقال: اجلس في آخر المسجد مع الطلاب ؛ فجلست ...

وكانت طريقته في التدريس طريقة أهل نجد (سَم ، برَكة) يأخذ الطلابُ أدوارهم ، يقول الشيخ للطالب: سم ، ثم يقول له: بركة ، ويشرح ، ثم ينتقل للآخر في كتاب آخر ، وهكذا .. وقد جعلني الشيخ آخرَهم ، وكلما قضىٰ أحدُهم قراءته ، قال الشيخ: البحريني جالس؟؟ ، فأقول: نعم ، ثم يقرأ الآخر ...


معالي بن عبد الكريم

6 مدونة المشاركات

التعليقات