الحمد لله، قد يكون الشعور بالتقصير في الدين أمر طبيعي عندما نبدأ رحلتنا نحو المزيد من القرب من الرب. هنا، سنناقش كيفية القيام بالليل كما فعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف يمكنك تحقيق هذا التوجه الديني الراسخ.
أولا وقبل كل شيء، يجب التأكيد على أهمية الثبات والاستمرار في العبادة. كما ورد في الحديث الشريف "عملكم دائم"، وهذا يشجعنا على المحافظة على العبادات حتى لو كانت صغيرة. ليس هناك حاجة للمبالغة الزائدة أو الضغط على النفس بطرق غير واقعية. بدلاً من ذلك، يمكننا البدء بما يستطيع الجسم والعقل التعامل معه بثقة وثبات.
أما بالنسبة لقضاء الوقت بالليل في العبادة، فقد قدم لنا الإسلام مرونة كبيرة. وفقاً للسنة النبوية، "مَن خاف أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ". هذا يعني أنه إذا كنت تعتقد صعوبة الاستيقاظ لأداء الوتر في آخر الليل، فلا مشكلة في أدائه أول الليل. ولكن إذا كنت قادرًا على الصلاة في نهاية الليل، فإن ذلك سيكون أفضل لأن "صلوات آخر الليل تشهد".
يمكننا النظر أيضًا إلى نموذج حياة نبي الله داود عليه السلام لتوجيه جهودنا الليلة. لقد أخبرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأن "حب الصلاة لدينا هو كم حب داود...كان ينام نصف الليل ويبقى ثلثه قائمًا وينام سدسه." هذا النظام يمكن أن يكون مثالاً رائعًا لكيفية توازن العمل وأوقات النوم مع العبادة.
وفي النهاية، للقراءة المتعمقة حول موضوع قيام الليل، نوصيك باستشارة الكتاب الرائع "رهبان الليل" للدكتور سيد حسين العفاني.
أتمنى لك طريق مليئة بالنور والقرب من الله.