1️⃣كثر الحديث عن انتهاء اتفاقية البترودولار بين السعودية وأمريكا، فهل يوجد اتفاقية بين البلدين حول ا

1️⃣كثر الحديث عن انتهاء اتفاقية البترودولار بين السعودية وأمريكا، فهل يوجد اتفاقية بين البلدين حول البترودولار؟ لماذا الدولار عملة عالمية؟ هل يوجد بدي

1️⃣كثر الحديث عن انتهاء اتفاقية البترودولار بين السعودية وأمريكا، فهل يوجد اتفاقية بين البلدين حول البترودولار؟ لماذا الدولار عملة عالمية؟ هل يوجد بديل للدولار؟ ما هي مقومات العملة العالمية؟ وما هي مهددات بقاء الدولار؟

أسئلة تدور في أذهان الكثير نناقشها في سلسلة تغريدات.

2️⃣قبل الحرب العالمية كانت الإمبراطورية البريطانية هي المهيمنة على الاقتصاد العالمي، وهذه الهيمنة كانت لها أسبابها الرئيسية وأهمها:

الثورة الصناعية: أعتقد أن جيمس وات من أهم الشخصيات التي أثرت في تاريخ النهضة البريطانية والحضارة الإنسانية، عندما طور المحرك البخاري، وهذا ساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاجية (دائمًا أقول إن رفاهية الإنسان تقوم على زيادة الإنتاجية).

كان ذلك في منتصف القرن الثامن عشر تقريبًا 1765، وخلال قرنين من الزمان عاشت بريطانيا ما يسمى بالثورة الصناعية، وزاد الإنتاج وقَل استهلاك الطاقة، وتطورت صناعة الصلب والنسيج والنقل، وهذا انعكس بشكل إيجابي على التجارة الدولية لبريطانيا العظمى، وأصبحت بريطانيا تملك نظامًا ماليًا ومصرفيًا تقوم عليه التجارة العالمية، واستثمرت بريطانيا في البنية التحتية والموانئ لدعم تجارتها الدولية، فبنت الموانئ وسكك الحديد.

وهذه الثورة الصناعية انطلقت من التعليم والمعرفة، وبعد انطلاقها ازداد التعليم والمعرفة تطورًا، فلا حضارة ولا نهضة بدون نظام تعليمي متطور، ومازالت بريطانيا منارة للعلم والمعرفة.

خلاف ما تقدم كان في بريطانيا نظام سياسي مستقر، لا نختلف على أنها استعمرت كثيرًا من الدول وامتصت خيراتها، وقامت نهضتها الصناعية على خامات تلك الدول وسواعد شبابها، ولكن هناك نقطتين مهمتين ساهمتا في هيمنة بريطانيا على الاقتصاد العالمي وهما المعرفة والنظام السياسي المستقر.

3️⃣لا نريد أن نتوسع في تاريخ الإمبراطورية البريطانية، ولكن نختصر مقومات الهيمنة البريطانية في النقاط التالية:

1- الثورة الصناعية.2- التجارة الدولية.3- النظام المالي والمصرفي.4- البنية التحتية.5- النظام السياسي والقانوني.6- المعرفة والتعليم.7- العلاقات السياسية والعسكرية.

هذه النقاط السبع هي التي قامت عليها الإمبراطورية البريطانية العظمى، ولا أعتقد أن أي دولة عظمى تستطيع أن تقوم بدون هذه النقاط السبع.

إن القوة الاقتصادية والسياسية التي تحققت لبريطانيا، جعلت الجنيه الإسترليني عملة احتياط، جميع سكان العالم تحرص عليه لأنه مستودع للقيمة، ومن خلاله يستطيعون أن يحصلوا على المنتجات التي ينتجها الاقتصاد البريطاني، فقبل الحرب العالمية الأولى كانت بريطانيا تنتج تقريبًا 20٪ من الناتج العالمي، وبعد الحرب العالمية الثانية انخفضت مساهمة الاقتصاد البريطاني لما دون 10٪ وذلك بسبب خسائر الحرب رغم انتصار الحلفاء، وربما كانت خسائر الحرب أقل وقعًا من ظهور منافسة الاتحاد السوفياتي والولايات الأمريكية المتحدة.

4️⃣هناك حقيقة تقول أن المنتصر في الحرب خاسرٌ، رغم انتصار بريطانيا التي كانت تتزعم دول الحلفاء على دول المحور، إلا أن الحرب أزاحت بريطانيا من على عرشها العالمي، ونستطيع أن نقول إن أمريكا ورثت من بريطانيا عرشها العالمي. وبعد الحرب العالمية قام "النظام العالمي" متمثلاً في الأمم المتحدة، ومنظماتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (اتفاقية بريتون وودز) والتي كانت أبرز نقاطها:

1-نظام الصرف الثابت للعملات مقابل الدولار الذي ربط بالذهب عند سعر 35 دولارًا للأونصة.

2-إنشاء البنك الدولي لتقديم قروض للتنمية وإعادة الإعمار.

3-إنشاء صندوق النقد الدولي لاستقرار النظام المالي العالمي، ومراقبة ميزان المدفوعات، وتقديم الدعم المالي والمشورة للأعضاء.

4-تعزيز التعاون الاقتصاد الدولي ودعم التجارة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والحد من الأزمات.

والسؤال هنا لماذا اعتمدت اتفاقية بريتون وودز الدولار؟

وافقت الدول على الدولار لعدة أسباب منها:

1-قوة الاقتصاد الأمريكي الذي كان يمثل (40٪-50٪) من الإنتاج العالمي، فالدولار في ذلك الوقت مدعوم بالذهب ومدعوم بالسلع والخدمات، فكل شعوب الأرض تطلب الدولار حتى تشتري المنتجات الأمريكية (سيارات، ثلاجات، تلفزيونات، .. إلخ).

2-كان لأمريكا دور أساسي في إعادة الإعمار وتقديم القروض وبناء الاقتصاد الأوروبي (مشروع مارشال).

3-قدرة أمريكا على التأثير على الاقتصاد العالمي وتحفيزه، خاصة بعد الخروج من الكساد الكبير.

5️⃣كانت الأمور تسير كما خططت لها أمريكا، فهي تحكمت وسيطرت على الاقتصاد العالمي، وتوفرت لها العناصر السبعة التي توفرت للإمبراطورية البريطانية. وبعد 27 سنة فك نيكسون ارتباط الدولار بالذهب، وهنا سؤال لماذا تم فك ارتباط الدولار بالذهب؟

هناك مجموعة أسباب من أهمها تراجع الاقتصاد الأمريكي وتفاقم العجز التجاري بين أمريكا والعديد من الدول المصدرة لأمريكا، فكانت تلك الدول تصدر منتجاتها وتحصل على دولارات، ثم تتقدم بتلك الدولارات لتستبدلها بالذهب، وهذا تسبب في ضغوطات على احتياطي الذهب الأمريكي.

وحرب فيتنام زادت من نفقات الحكومة الأمريكية في الخارج، وهذا النفقات الخارجية كانت تفوق العوائد الخارجية، وتفاقم العجز في الاقتصاد الأمريكي.

خلاف ما سبق هناك التضخم الذي يفتك بالأمم، والتضخم لا يقل خطورة عن الحرب والوباء.. فعندما ارتفع التضخم أصبح الاحتياطي الأمريكي من الذهب في خطر.. كيف؟

أونصة الذهب في ذلك الوقت قيمتها 35 دولار، ومع التضخم وزيادة الإنفاق الأمريكي في الخارجي (الحروب وإعادة الإعمار ومشروع مارشال.. إلخ) أصبحت كمية الدولارات التي في خارج الاقتصاد الأمريكي تفوق كمية الذهب التي تغطي الاحتياطي الأمريكي، فكان لا بد من فك ارتباط الدولار بالذهب، وهذا نتج عنه "السياسة النقدية" للبنك المركزي الأمريكي (الفدرالي) للتحكم في عرض النقود وسعر الفائدة بهدف تحقيق استقرار اقتصادي.. فماذا حدث بعد أن فك نيكسون ارتباط الدولار بالذهب؟


عمر الوادنوني

6 بلاگ پوسٹس

تبصرے