دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية: تحديات الحفاظ على الأصالة وتبني التحديث

تعدُّ اللغةُ العربيَّةُ لغةً مهمَّةً تحمِل روحَ أمَّةٍ بأسرِها، فهي تحمل تاريخًا عريقًا وثقافة غنية ومتجذِّرة. تعتبر هذه اللُّغَة جزءاً أساسياً من هوي

  • صاحب المنشور: إباء بن علية

    ملخص النقاش:
    تعدُّ اللغةُ العربيَّةُ لغةً مهمَّةً تحمِل روحَ أمَّةٍ بأسرِها، فهي تحمل تاريخًا عريقًا وثقافة غنية ومتجذِّرة. تعتبر هذه اللُّغَة جزءاً أساسياً من هويتنا الوطنيّة, إذ تساهم في ترسيخ القيم والمبادئ التي تميز شعبنا وتعزز روابط الانتماء بين أفراده. وفي الوقت نفسه تتعرض لغتنا الأم لتحديات كبيرة تتعلق بالحفاظ عليها وعلى أصالتها وسط عصر العولمة والتكنولوجيا المتسارعة والتي أدخلت العديد من المفردات الأجنبية إلى نطاق استخداماتنا اليومية مما قد يؤثر سلبا على سلامتها ومكانتها.

من أهم هذه التحديات انتشار العامية والاستخدام المفرط للألفاظ الغريبة داخل المجتمع الذي يعتبر مهماً للغاية لمواجهة هذا الوضع والعمل جاهدين للحفاظ على جمال وروعة الكلمات اللسانية الأصلية واستخدامها قدر الإمكان نظرًا لأهميتها البالغة كتراث ثقافي وعادات تقليدية. وبالتالي فإن محاولة النهوض بها تتمثل أيضًا بتعليم الجيل الجديد قواعد النطق الصحيحة والإلمام بسحر معناها وقوة تأثيرها.

وعلى الجانب الآخر هناك قضية أخرى ملحوظة وهي ضرورة المواكبة المستمرة للتطور العلمي والتكنولوجي وذلك عبر ترجمة مصطلحات جديدة وإدراج مفاهيم مستحدثة ضمن المعجم الشامل للغة العربية كما حدث فعليا مؤخراً حينما قام المركز الثقافي الفرنسي بإصدار دليل شامل للمصطلحات الحديثة المرتبطة بمختلف المجالات مثل الاقتصاد والطب وغيرهما بهدف حماية مكانتها العالمية وضمان بقائها كوسيلة اتصال فاعلة بين مختلف الدول الناطقة بها حول العالم.

إن تحقيق توازن مناسب أمر بالغ الدقة لكنّه ليس بالمستحيل حيث يمكن الجمع فيما بين الاحتفاظ بالتقاليد الثقافية الخالصة والحفاظ عليهن وأخذ الخطوات اللازمة لدعم مسيرته نحو الامتزاج مع تطورات عصره الحالي وما يستجدّ منه باستمرار كي تبقى مرنة قادرةٌعلى مواصلة تقديم خدماتها الاجتماعية والثقافية والفكرية بجدارة لكل الجمهور المهتم ولذلك يتطلب الأمر تحديد استراتيجيات مناسبة تعمل جنبا إلي جنب لتحقيق تلك المهمة الحيويّة بفعالية وكفاءة عاليه .

والجدير ذكره هنا أنها ليست دعوة للإقصاء وإنما هي رسالة تشجع الأفراد لاستعمالARG1 :Arabic Language؛ إن فهم عميق لهذه المقاصد سيظهر أثره بالإيجابية عند التعاطي اليومي باستخدام هذه اللغات المختلفة سواء كانت رسمية أو عامية .

وفي نهاية المطاف يبقى دور التربويين والمعلمين بارزا لإرشاد الطلبة نحو طرق الاستخدام المثالي للغة العربية وغرس حب واحتفاء بهويتنا الثمينتين داخلهم منذ سن مبكرة لأجل ضمان ريادة المشهدlinguistique global حتى بعد سنوات طويلة مقبلة.


يزيد بن خليل

6 مدونة المشاركات

التعليقات