- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) حول العالم، أصبح لها حضور ملحوظ في مختلف القطاعات. وفي مجال التعليم تحديدًا، تظهر هذه التقنية كعامل محرك رئيسي للثورة الرقمية التي تشهدها الجامعات والمؤسسات التعليمية. إن هذا التحول ليس مجرد تغييرات تكتيكية؛ بل هي تحولات هيكلية عميقة قد تعيد تعريف دور المعلم والطالب وأسلوب التعلم نفسه. في هذا السياق، يتناول هذا المقال تأثيرات تكنولوجيا AI المتنامية على منظومة التعليم العالي في البلاد العربية.
تُعتبر القوة الحاسمة لـ AI في حل المشكلات وإجراء عمليات معالجة البيانات الضخمة بسرعة عالية من أهم مميزاتها الواعدة في قطاع التعليم. يمكن لهذه القدرة الهائلة على معالجة المعلومات استخدامها لتخصيص تجربة التعلم لكل طالب بناءً على احتياجاته الفردية. فعلى سبيل المثال، يمكن لأنظمة دعم التعلم المدعومة بالذكاء الصناعي تقديم عروض مرئية ومسموعة متعددة الوسائط تتلاءم مع سرعة تعلم كل فرد وجهوده المبذولة داخل الفصل الدراسي أو خارجه. وبذلك فإن الطلاب سيستفيدون من دورات دراسية أكثر مراعاة للخصوصيات الشخصية لهم مما يؤدي إلى رفع مستويات مشاركة الدارسين وتفاعلهم أثناء عملية التدريس.
بالإضافة لذلك، تعد قدرة الذكاء الاصطناعي المتقدمة على فهم اللغة الطبيعية عاملاً مساهما كبيرًا في تطوير أدوات مبتكرة جديدة لنظم تصحيح الأبحاث العلمية والأعمال الكتابية الأخرى. حيث تعمل تلك البرامج حالياً بنظام يسمى "التقييم الآلي" والذي يقوم بتحليل مدى اتقان الطلاب للعناصر الأساسية لأي نوع من أنواع الكتابة الأكاديمية مثل الهيكل المنطقي واستخدام المصطلحات المناسبة وإ通通الات الجدلية وغيرها الكثير. وهذا النوع الجديد من آليات التغذية الراجعة يوفر الوقت والجهد الذي كان ينفق سابقاً لإنجاز نفس الوظائف يدويا ويضمن أيضًا توجيه ردود فعل موضوعية غير متحيزة نحو أي جانب.
من الناحية العملية، تكشف التجارب الأولية للحكومات والدوائر المرتبطة بالإدارة الحكومية والحكومات المحلية عن استعدادهم للاستثمار بكثافة في مشاريع البحث والتطوير الخاصة ببرمجيات المساعدة الذاتية المعتمدة اعتمادا أساسيا على طرائق العمل المعرفي البشرية لتحسين جودة الخدمات العامة وتقديم خدمات أفضل للمواطنين المواطنين. ولا شك بأن نجاح تطبيق هذه النماذج التجريبية سوف يشجع بقية المؤسسات التربوية على تبني سياسات مماثلة بهدف تحقيق نتائج مشابهة ذات فائدة أكبر للدولة برمتها ولجيل الشباب بكل جوانبه الاجتماعية والثقافية والفكرية أيضا.
وفي نهاية المطاف، يبدو أن المستقبل يحمل العديد من الفرص المحتملة للإبداع الجماعي والشراكات بين القطاع الخاص والإدارات الرسمية فيما يتعلق باستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعى لصالح الشرائح المختلفة داخل المجتمع. وعلى الرغم من وجود مخاوف مشروعــة بشأن فقدان بعض المناصب الوظيفية نتيجة لهذا الانتقال العملاق إلا انه بالتأكيد سيكون هناك مجالا واسعا أمام مهن أخرى مرتبطة بإنتاج الثروة والمعرفة عبر وسائل حديثة تعتمد بشكل أساسي على مهارات الإنسان وخلافه. وعليه، فلابد وأن يركز اهتمامنا الرئيسي الآن على كيفية تنظيم دمج تدريب الأفراد داخل بيئة ذ