- صاحب المنشور: إكرام الحلبي
ملخص النقاش:
مع تزايد الاهتمام العالمي بالعمل التطوعي كوسيلة لتعزيز المجتمع وتقديم المساعدة للآخرين، ظهرت العديد من التحديات التي تواجه الأفراد والمؤسسات المشتركة فيه. يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذه التحديات، متناولًا جوانب مثل إلزامية العمل التطوعي مقابل حرية الاختيار، والتوازن بين الأهداف الشخصية والمسؤوليات الاجتماعية، بالإضافة إلى تأثير الثقافة المؤسسية على دافعية المتطوعين.
تحديات إلزامية العمل التطوعي
أصبحت بعض الحكومات والشركات تتطلب ساعات معينة من الخدمة المجتمعية أو الأعمال الخيرية كجزء من سياساتها. بينما يمكن لهذا النهج أن يعزز شعورًا بالقيم الجماعية ويعمل على رفع مستوى المشاركة العامة، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى مشاعر سلبية تجاه الفعل نفسه. عندما يُعتبر العمل التطوعي واجبًا وليس اختيارًا شخصيًا، فقد تفقد العملية روحها الأساسية وهي الرغبة الصادقة في تقديم يد العون والمعاونة.
البحث عن التوازن بين الأهداف الشخصية والواجبات الاجتماعية
يجد الكثير من الأشخاص صعوبة في ايجاد أرضية وسطى تحترم رغبتهم الذاتية وأفضلياتهم الخاصة وفي الوقت عينه تؤكد على أهمية المساهمات المفيدة للمجتمع المحلي. فهم يريدون الاستمتاع بحرية التصرف حسب اهتماماتهم الخاصة ولكنهم يشعرون أيضا بأن لديهم دور أداء نحو الآخرين الذين ربما هم أكثر حاجة لهم وللمساعدات المقدمة منهم. هنا يكمن التحدي الحقيقي؛ كيف نقنع الناس بأن المساهمة بمخزون وقتهم ومواردهم هو حق مكتسب لكل فرد ولكنه أيضا واجب أخلاقي؟
التأثير الثقافي الداخلي والخارجي على التحفيز العام للتبرعات
كما تلعب البيئة الداخلية لمكان عملنا دوراً هاماً في تشكيل درجة تورطنا ومشاركيتنا الإنسانية خارج نطاق وظائفنا الدائمة. إذا كانت ثقافة مكان عملي تسمح وتشجع الأعضاء بفكرة القيام بنشاطات تطوعيه جماعيه فسيكون ذلك عاملاً محفزاً لنا جميعا للاستجابة لهذه الدعوات والإقبال عليها بكل حماس وإخلاص مقارنة بالمواقع الأخرى ذات الثقافة المعادية لأفكار الانسانوية والكرم الاجتماعي . لذلك يجب تسليط الضوء على تلك الفرق والعناصر داخل مجموعتنا البشرية والتي تبادر دائما لتكون نواة انطلاق لبناء مجتمع أفضل.
بشكل عام ، ينصب التركيز الرئيسي ضمن موضوع " تحديات العمل التطوعي :بين الإلزاما والرغبة"على إبراز مدى حساسية عملية الموازنة بين حقوق الأفراد المنفردين ومتطلبات خدمة الصالح العامة,مصداقيتها ومدى فعالية كلتا الطريقتان(الإجبار/الإيشارة)ضمن السياقات المختلفة لرسم خرائط الطريق المستقبليه للأفعال الخيره والمستدامة لصالح الجميع بلا استثناء.