اثنا عشر عاماً ، عشتها في المملكة العربية السعودية ، و لأنني كنت هناك، لم أستطع أن أكتب رأيي بها بحر

اثنا عشر عاماً ، عشتها في المملكة العربية السعودية ، و لأنني كنت هناك، لم أستطع أن أكتب رأيي بها بحرية و استقلالية، فلو امتدحتها وأنا مقيم فيها ، لقال

اثنا عشر عاماً ، عشتها في المملكة العربية السعودية ،

و لأنني كنت هناك، لم أستطع أن أكتب رأيي بها بحرية و استقلالية، فلو امتدحتها وأنا مقيم فيها ، لقال عني كارهوها: متزلف، ومنافق ..

لو ذممتها لقال عني مواطنوها و محبوها: جاحد و ناكر للجميل ,,

و الآن ، و بعد عام من مغادرتي أكتب :

في الرياض ، عشت مراهقتي و شبابي ، هناك تزوجت ، هناك رزقني الله بابنتيّ و قرة عيني ، و هناك نضجت و صرت رجلاً . هناك .. سألني أحدهم – في وقتٍ لم يكن فيه من مواقع التواصل سوى YouTube – بشيءٍ يشبهُ اللمز عن مقاطع مصورة للرقص في دمشق ،

اجتهدت حينها في دفاعي عن مسقط رأسي ..

فحدثته عن دمشق , و عن قاسيون ،

عن المسجد الأموي و نهر بردى ،

حدثته عن محطة الحجاز و سوق الحميدية ، عن رحابة صدور أهل دمشق ، و حبهم للضيف، و طيب نفوسهم .

حدثته عن شعراء دمشق و أدبائها ،

و أصحاب المهن اليدوية في التكية السليمانية ,,

عن هوائها و أشجارها ، حدّثته عن كل جميل هناك ..

و عن تاريخ دمشق ،

ليعلم أن المراقص ليست دمشق، و أن الراقصات لسن نساء دمشق ، و ليعلم أنهنّ لا يمثلن إلا فسقهن ..

بعد عقد من الزمن .. غادرت الرياض إلى أجل غير مسمى، في زمن فيه الكثير من مواقع التواصل،

سألني أحدهم في بلاد غريبة بشيءٍ يشبهُ اللمز عن مقاطع رقصٍ انتشرت لفتيات سعوديات,

سألني عن رجالٍ و نساء بطروا بالنعم، و وثّقوا بطرهم و فسقهم، عن فتيات هربن من بيوت ذويهن طمعاً بالحرية، حرية العري، الإدمان، و الانحدار ..

فحدثته عن الرياض ، عن جوامع تنضح بالمصلّين فتمتلئ الشوارع ، و عن خيامٍ توزّع الطعام للصائمين ..


عبد الفتاح بن قاسم

5 مدونة المشاركات

التعليقات