انتظمت صفوف العرضة، فالتفت الملك عبدالعزيز كالصقر يبحث عن ابن دحيّم، فلم يرَه!
فسأل عنه! فقالوا إنه موعوك، فقال إيتوني به ولو محمولا، فجيء به يتهادى بين الرجال، حتى أقيم أمام الصفوف.
فلما رأى الملك وقد لبس جوخته، وامتشق سيفه، وأنفذ عذبة شماغه تحت عقاله، علِم أن عبدالعزيز متنومس= https://t.co/WuRTQPQajq
ولابد من نظم يناسب الموقف، فارتجل أبياتا رائعة، جعلت الملك ينتشي طربا، وتكاد أرجله لا تلامس الأرض، وهو يهز السيف حتى كاد ينثني.
يقول ابن دحيم:
نجد شامت لابو تركي وأخذها شيخنا
وأخمرت عشاقها عقب لطم خشومها
شامت: رفعت رأسها متشوقة.
شيخنا: الملك عبدالعزيز.
أخمرت: التصقت بالأرض خوفا= https://t.co/j4YfXEiWwQ
عشاقها: الذين رغبوا في احتلالها.
لطم خشومها: كناية عن الإذلال والهزيمة؛ فلم يعد أحد منهم يرفع أنفه بعد أن هزمهم عبدالعزيز.
لا بكت نجد العذية تهل دموعنا
بالهنادي قاصرين شوارب قومها
بكت نجد: شعرت بالحزن لفقد أحبابها.
العذية: طيبة التربة والهواء.
تهل دموعنا: نبادل نجدا مشاعر الحزن.= https://t.co/xxVBTOpQHn
الهنادي: السيوف.
قاصرين الشوارب: كناية عن إذلالهم لأعدائهم، وكان شيخ القوم وفارسهم يفتخر بإطالة شاربه.
تقول بنت ابن هذال مادحة والدها:
شرابة(...) معهم سعة بال
واللي طويل شاربه يقصرونه
حِن هل العادات ومخضبين سيوفنا
والطيور الحايمة جادعين لحومها
هل العادات: الذين اعتادوا الانتصار.= https://t.co/DcEljMJ3xW
مخضبين السيوف: اصطبغت سيوفهم بدم أعدائهم.
الطيور الحايمة: النسور التي تدور على جثث الموتى، يريد أنهم أشبعوا النسور من جثث قتلى العدو.
ودائما ما يفتخر الشاعر بأن قومه يشبعون وحوش البر من لحوم أعدائهم. يقول العريني في عروس شعره، مادحا الملك عبدالعزيز:
أشبع وحوش البر من عسكر الشام. https://t.co/uU7mOntbcK