الأذان ركن أساسي من أركان الإسلام، وقد وردت أحكام متعلقة بطريقة تأديته حسب السنة النبوية. أحد هذه الأحكام هو التفات المؤذن يمينًا ويسارًا أثناء مقاطعة "حي على الصلاة" و"حي على الفلاح". يعود سبب هذا التصرف إلى ضرورة إيصال صوت الأذان لمن هم على الجانبين في المناطق المرتفعة حيث يتم الأداءtraditionally.
ومع ظهور مكبرات الصوت الحديثة، طرح السؤال حول استمرار مشروعية التفات المؤذن خلال الأذان. الاجابة هي أن حكم التفات المؤذن يرتبط بالحاجة لإيصال الصوت بشكل فعال. لذا، عندما تستخدم مكبرات صوت موجهة خصيصاً لتوزيع الصوت في جميع الاتجاهات، قد لا يكون هناك حاجة للتفتات. هذا يعني أنه يمكن للأذان في ظل استخدام مكبراً للصوت أن يُؤدى بدون التفات، لتحقيق أعلى مستوى للإسماع.
وقد أكد العديد من العلماء المعاصرين، مثل الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين والشيخ عبد الرزاق عفيفي، على عدم الحاجة للالتفات في حال وجود نظام مكبر صوت مناسب. إذ يقوم النظام بإيصال الصوت بكفاءة ويضمن الوصول إلى الجميع بغض النظر عن اتجاه الشخص الذي يؤدي الأذان. لذلك، تصبح حركة التفات المؤذن غير ضرورية وغير فعالة عند استخدام هذه التقنية.
خلاصة الأمر، رغم أن الالتفات في الأذان يعد سنة مستمدة من السيرة النبوية، إلا أنها ليست ثابتة مطلقًا. فهي مرتبطة بحالات محددة وحاجيات خاصة بالإعلان عن وقت الصلاة. وفي الوقت الحالي، مع توافر تقنيات متقدمة للإسماع، أصبح من الأنسب للأذان أن يُؤدى باستخدام المكبرات دون الحاجة للتحولات الجانبية.