هل يمكن تسمية الجمعيات الخيرية باسم صناع المستقبل أم صناع الحياة؟

التعليقات · 3 مشاهدات

في الإسلام، قد يُثير استخدام مصطلحات مثل "صناع المستقبل" أو "صناع الحياة" بعض الاعتراضات بسبب ارتباطها وصفاتها بالقوة الإلهية الخلاقة. ومع ذلك، فإن فه

في الإسلام، قد يُثير استخدام مصطلحات مثل "صناع المستقبل" أو "صناع الحياة" بعض الاعتراضات بسبب ارتباطها وصفاتها بالقوة الإلهية الخلاقة. ومع ذلك، فإن فهم السياق المناسب لهذه المصطلحات يؤكد أنها لا تتعدى حدود الطبيعة الإنسانية المحدودة.

وفقاً للفقهاء المسلمين، فإن العديد من الصفات الإلهية مثل العلوم والفعل تُستعمل أيضاً للإنسان ولكنه بشكل مختلف ومناسب لعالميته ونقصه. فعندما نسمي الإنسان "صانعاً"، يجب أن نفهم أن هذا ليس يعني أنه قادر على الخلق من العدم، ولكن القدرة على تحويل وتحسين الأمور الموجودة ضمن القانون الكوني.

هذا واضح في الحديث النبوي الشريف حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "(إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ)" والذي يشرح كيفية نسب الصنعة للبشر بما يعكس قلة قدرتهم مقارنة بالله تعالى.

بالنظر إلى جمعيتكم الخيرية تحت مسمى "صناع المستقبل"، فهذا لا يعدّ تعدياً على حقوق الربوبية حسب الشرع، لأنه يستخدم الصناعة بطريقة تحدد بإطار الأسباب والمعرفة، أخذًا بعين الاعتبار أنّ نتيجة الأعمال هي مقدَّرة وقاضاة لدى الله عز وجل. وبالتالي، فلا يوجد مانع شرعي لاستخدام هذين اللفظين في أسماء الجمعيات الخيرية طالما تم التعاطي معه بشكل صحيح ودقيق.

التعليقات