- صاحب المنشور: زهور العياشي
ملخص النقاش:يواجه نظام التعليم العالي العالمي تحديًا متزايدًا يتمثل في ارتفاع تكاليف الدراسات الجامعية. هذه الظاهرة ليست مجرد مشكلة اقتصادية للأسر الطلابية وحدها؛ فهي تحمل آثاراً اجتماعية وثقافية كبيرة أيضاً. يُسلط هذا المقال الضوء على الديناميكيات الرئيسية التي تساهم في زيادة تكاليف التعلم العالي ويستكشف الآثار المحتملة لهذه الزيادة.
الأسباب الكامنة خلف الارتفاع المستمر للتكاليف
التضخم والتغيرات الاقتصادية العالمية
- التضخم: أحد أهم العوامل المؤثرة هو تضخم الأسعار الذي يؤدي إلى رفع قيمة الرسوم الدراسية بشكل عام، سواء كانت رسوماً ثابتة أو مرتبطة بالدورات التدريبية الفردية. يصبح إنفاق الأموال الحالية أقل كفاءة بسبب تآكل القوة الشرائية للعملة مع مرور الوقت.
- تغير السياسات المالية الحكومية: يمكن للحكومات التأثير بشكل كبير على تكاليف التعليم بناءً على مستوى الدعم المقدم للمؤسسات الأكاديمية والمنح المقدمة للطلاب. عندما تعاني الدولة من ضغوط مالية، قد تتراجع عن دعماتها لقطاع التعليم مما يدفع المؤسسات إلى البحث عن موارد أخرى لتغطية نفقاتها التشغيلية.
- زيادة معدلات التحاق الطلاب: ينتج عنها تنافس أكبر بين مؤسسات التعليم العالي لجذب أفضل أعضاء هيئة التدريس وأحدث المعدات العلمية وغيرهما من الاستثمارات الرأسمالية. تلزم كل تلك الجهود استثماراً مالياً أكبر لتحقيق جودة تعليم عالية تحافظ على سمعتها التنافسية في سوق التعليم المضطرم الآن.
عوامل غير مباشرة ولكن مهمة للغاية:
* بحث وتطوير التقنية المتخصصة: تطالب مجالات مثل الهندسة والحوسبة بتحديث مستمر لمرافقها ومعداتها حتى تبقى المناهج حديثة ومتوافقة مع احتياجات الصناعة العملية الحديثة.
* النفقات الإدارية المرتفعة: يتطلب إدارة منظومة كاملة من العمليات اليومية داخل جامعة أو معهد عالٍ فريقا واسعا من موظفي الخدمات المساندة والإداريين الذين يتمتعون بمستويات أجور مرتفعة نسبياً مقارنة بنظرائهم خارج قطاع التدريس نفسه.
* تحسين ظروف العمل والمعيشة للإدارة الأكاديمية والأعضاء التدريسيين: تشمل مكافأة جيدة، علاوات وظيفية مناسبة، خدمات رعاية صحية وتعليم أطفال مميزة. كل ذلك يشكل جزءاً أساسياً من جذب واستبقاء نخبة المهنيين ذوي الخبرة والمؤهلات العليا ضمن بيئات أكاديمية شديدة التطور تكنولوجياً وروحيّاً أيضاَ!
الآفاق المستقبلية للتكيف مع هذه الديناميكية الجديدة:
على الرغم من كون الأمر محفوف بالمخاطر إلا أنه ضروري جدّا بالنسبة لأصحاب القرار:
١) إعادة النظر بصورة شاملة في هيكل المنح التعليمية الحكومية بهدف تصحيح اختلال توازن القدرات المالية لدى الأفراد والعائلات المختلفة عند مواجهة تكاليف التعليم جنباً إلى جنب مع تحقيق هدف الموازاة بين حجم الطموحات الاجتماعية والثروات المحلية لكل مجتمع محلي عبر البلاد الواحدة وبالتالي العالم الغربي مقابل الدول الناشئة شرق آسيا والصين مثلاً حيث بلغ متوسط أثمان بعض الدرجات العلمانية هناك آلاف دولار أمريكي بينما تجد نفس درجة علم فى الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر بعشرين ضعف سعر نظيره