- صاحب المنشور: فؤاد المنصوري
ملخص النقاش:في عالم اليوم المتغير بسرعة مع التكنولوجيا الرقمية، يتزايد دور الذكاء الاصطناعي (AI) كعنصر رئيسي في العديد من الصناعات. هذا التحول ليس له آثار فورية فحسب، بل إنه يمتد لتشمل تأثيرات طويلة الأمد على سوق العمل العالمي. من ناحية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال تبسيط العمليات الروتينية وتوفير حلول مبتكرة. ولكن من الجانب الآخر، هناك مخاوف مشروعة حول فقدان الوظائف بسبب استبدال العمال البشريين بنظم AI الآلية.
وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة PwC الاستشارية العالمية، قد تستبدل الروبوتات والآلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي حوالي 38 مليون وظيفة بحلول عام 2030 في الولايات المتحدة وحدها. هذه الخسائر المحتملة تشكل تحديات كبيرة للمجتمعات التي تعتمد heavily على أنواع محددة من الأعمال اليدوية أو غير القائمة على المهارات العالية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك حاجة ماسة لمجموعة جديدة تمامًا من مهارات التقنية والتي قد تتطلب تدريبًا متقدمًا وإعادة توجيه نحو تخصص مختلف.
الفرص والتحديات
على الرغم من المخاطر المرتبطة بفقدان الوظائف، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل أيضاً فرص هائلة للتطور الشخصي والمهني. حيث يتم إنشاء وظائف جديدة مستندة إلى القدرات التكميلية بين الإنسان والآلة. يُمكن للأفراد الذين يتمتعون بمزيج مناسب من الإبداع والمعرفة الفنية والعاطفة البشرية - وهي سمات يصعب تقليدها بواسطة الأنظمة الذكية حالياً - الحصول على مواقع عمل أكثر أهمية وتعقيداً ضمن نطاق آلي ذكي. كما أنه سيولد طلباً أكبر على المحترفين المؤهلين في مجالات مثل هندسة البرمجيات والبيانات الضخمة وتحليل البيانات وغيرها الكثير.
الإجراءات اللازمة
لتحقيق توازن فعال بين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان الحفاظ على الفرص الاقتصادية لكل أفراد المجتمع، يجب اتخاذ عدة خطوات حاسمة:
- التوعية والتدريب: ضرورة زيادة الوعي حول الأدوار المستقبلية المطلوبة والمكان الذي يشغله الذكاء الاصطناعي بالفعل وكيف سيكون دوره في المستقبل. وهذا يعني تعزيز التعليم مدى الحياة ومساعدته في إعادة التدريب عند اللزوم.
- تشكيل السياسات الحكومية: ينبغي للحكومات وضع سياسات داعمة لضمان الانتقال السلس لسوق العمل وتوجيه الأموال نحو البحث والتطوير الخاص بأحدث التقنيات ذات القيمة الاجتماعية.
- العناية بالإنسانية داخل مكان العمل: حتى عندما تصبح الآلات قادرة على القيام بعدد كبير من المهام نفسها التي يقوم بها الأشخاص الآن، يبقى العنصر الإنساني ذا قيمة لا يمكن مقارنتها أبداً. لذلك، تحتاج الشركات إلى التركيز أكثر على تطبيقات وأساليب العمل المختلفة التي تساهم بتكامل أفضل بين الجانبين البشري والتكنولوجي.