١١/١١
اليوم تُكملُ جدتي وحبيبتي سنة تحت التراب ..
سنة كاملة لا أعلم كيف مرّت وكأنه بالأمس، لم أتخيل يوماً أني سأتعايش مع رحيلها، وأعلم جيداً أني لم ولن أتخطى ذلك أبداً، ستبقى بقلبي بروحها الزكيّة الطاهرة، وسيبقى مكانها خالياً أجوفاً بكل شوق، وسيبقى اسمها أول دعائي بكل وقت وحين .. https://t.co/KzbZpT6Dtn
حقاً لآ أعلم ياجدتي هل أُبكيك؟
تعلمين حقاً أني لا أُبكيك اعتراضاً بل حزناً وشوقاً ع فراقك، اشتقتُ إليكِ جداً فقد كنتي بجميع تفاصيل حياتي!
منذ أن كنتِ تُحضرينني من الروضة إلى المنزل، لحين حضوري معك إلى تحفيظك والتحدّث عني بفخر أمام زميلاتك ومعلماتك بـ"هذي حفيدتي رانيا هي اشطر مني"
لحين تعليمك لي لأمور الدين وأهمية الصلاة والصيام، لحين طبخك لي ما أحب وتدليلي اكثر من باقي الأحفاد، لحين دفاعك عني وحمايتي حين يريد أحدهم أن يحزنني وإن كانت والدتي، لحين بقائنا وحدنا أنا وأنتِ ونتشارك ماتُحبين، لحين تكراري ع امي يوميا بأن تحضرني إليك
جدتي، قد كنتِ الأمان والاطمئنان والملجئ، قد كنتِ الصدر الدافي والحنان والراحة وقد أعطيتِني من الحب مالم يُعطني أحدٌ مثله أبداً، قد كُنتِ لي كُل شي، ربيتني ورعيتني ودللتِني واعطيتِني كل ما أردت، لم أشعر بتقصير منك ابداً ولا بسوءٍ وانا بجانبك أبداً، قد كنتِ لي كل شيء ومازلتي كل شيء
حين كنتِ تمرضين كنت اتوجع لألمك وأحزن وقد كنت ادعو ان ينزع الله المرض والآلام منك ويرزعها فيني عوضاً، كنت اخشى فقدانك، وكنت دائماً حين اتخيله يحدث! اتخيلني اركض بالشارع لمسافات بعيده بلا عباءه وبلا هدف فقط اركض وابكي وقد أُجنّ، ثم أنهي خيالي السيء بدموعي وادعو لكِ الله بطول العمر