نشأ الشقيقان يتيمين وظلا طوال العمر متجاورين متصاحبين،يتشاركان العمل نهارًا ويتسامران ليلًا،يُقيمان معًا ويظعنان معًا،ولما أن مات أحدهما تبعه الآخر بعد سويعات وتجاورا في المقبرة
قصة تشبه مئات القصص، حيث يموت الإنسان كمدًاعلى فراق خليله أو يتصدع قلبه إثر صدمة عاطفية
فما تفسير ذلك؟ https://t.co/ToSuI3gTNk
-ولقد ذكر أهل التراجم والسير مئات القصص لقوم عاشوا تجلُّداً وماتوا كَمَداً، فقدماتت فاطمة رضي الله عنها بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وعمرها ٢٤ سنة حزنًا عليه
ولبثت الرباب الكلبية سنة كاملة حزينة على قتل زوجها الحسين رضي الله عنه، لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمداً..
أما العشاق فقصصهم أكثر من أن تحصى..ذلك أن المحبة إذا ظهرت افتُضح بها المُحِبُّ، وإذا كُتمت قتلته كمداً، وربما مات العاشق أسفًا على فراق المحبوب أو فرحًا برؤيته
وأشهر قتلى العشق عروة بن حزام وجميل بثينة، وكلُّ بنو عُذرة عُشّاق وذلك لأنه كما قال أحدهم:في نسائنا صباحة وفي رجالنا عفة
وهناك من مات حسرةً إثر هزيمة عسكرية لم تدر بخلده، يعتصر الألم قلبه كلما تذكر كيف قُضي على جيشه، وفي وفيات الأعيان قصص لقادة نجو من المعركة وماتوا إثرها كمدًا: منهم التابعي عبيدالله بن أبي بكرةوالواسطي أمير دمشق،بل أكدّ بعض أهل السير أن أبا لهب قد مات كمدًا بعد معركة بدر بسبع ليال
ولم تكن خسارة الحرب أشدَّ من خسارة نزال علمي بين الأئمة، فقد مات إمام النحو سيبويه في ريعان شبابه قهرًا بعد مناظرة مجحفة مع الكسائيّ..، ولم يحتمل قلب الخوارزمي الهزيمة من بديع الزمان الهمذاني فانكسر قلبه وكُسفت حاله حتى مات..،وقد ذكر أهل السير نحوًا من ذلك قد أصاب الإمام البخاري!