أصبح قناع الذهب موضة رائجة بين السيدات اللاتي يرغبن بتجديد شباب بشرتهنّ وخفض ظهور التجاعيد، ولكن هل يحرم الإسلام مثل هذه الممارسات التجميلية المكلفة؟ وفقاً للشريعة الإسلامية، يمكن للمرأة استخدام كريمات ومستحضرات ترطيب البشرة بشرطين أساسيين: أولاً، يجب التأكد من أنها غير مضرة لبشرتها؛ ثانياً، ينبغي تجنب الإسراف الشديد فيما يتم إنفاقه عليها حيث نهانا القرآن الكريم والسنة النبوية عنهما.
بالرجوع إلى فتاوى أهل العلم، فإن الأمر متعلق باتخاذ الاحتياط بشأن سلامتها الصحية. فإذا كان هناك اتفاق طبي حول فعاليتها وآثارها الجانبية المحتملة، فلا مانع منها شرعاً. ومع ذلك، يعد الإنفاق الكبير على منتجات مكثفة الثمن نوعاً من الإسراف الذي حذرنا منه الدين الإسلامي بشكل واضح. فالرسالة الربانية تنادي بالتوسط وعدم الترف الزائد ("ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، سورة الأعراف 7:31). وبالتالي، رغم كون الجلد مرآة الجسم الداخلية وما يعكس صحته العامة، إلا أنه ليس بالأمر المستغرب إذا وجدت مواد بديلة أقل كلفة تحقق نفس الفوائد. إنها لحكمة دينية عميقة دعوتنا للتقيّد بمبدأ الاقتصاد والحفاظ على موارد حياتنا اليومية بما فيها حاجتنا للعناية الذاتية المعتمدة على قدر متوازن ومتناسب. لذلك وبعد دراسة موضوع "قناع الذهب"، نجد بأنه بالإمكان الاستمتاع بفوائده مقابل احترام حدود الاعتدال والاستقامة الدينية التي أمر بها ديننا الحنيف.