- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع ازدياد الاعتماد على التكنولوجيا وتواجد الأطفال والمراهقين المستمر عبر الإنترنت، أصبح من الضروري فهم الأثر الذي قد تتركه وسائل الإعلام الرقمية على صحتهم النفسية. بينما توفر هذه التقنيات فرصاً تعليمية هائلة وتحسين التواصل، فإن الاستخدام غير المدروس لها يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية سلبية. تتضمن القضايا الرئيسية التي تحتاج إلى معالجة الإفراط في استخدام الشاشات، والسلوك الإدماني للوسائل الرقمية، والتعرض للمحتوى السلبي مثل التنمر الإلكتروني والإعلانات التجارية الثقيلة.
آثار الإفراط في استخدام الشاشات
إن قضاء الوقت الطويل أمام شاشات الحاسوب أو الهاتف المحمول يتزايد بمعدلات مثيرة للقلق بين الشباب. دراسات عديدة تشير إلى ارتباط كبير بين هذا النوع من الاستخدام المكثف والشعور بالقلق والاكتئاب وضعف النوم. عندما يستهلك الفرد وقتًا طويلاً في نشاط واحد، فإنه غالبًا ما يفوت الفرص الأخرى للتفاعل الاجتماعي والتواصل العميق الذي يعد جزءًا حيويًا من الصحة العقلية الجيدة. كما يؤدي الانخراط الدائم في البيئة الرقمية إلى تناقص القدرة على التركيز والحفاظ عليها مما يشكل عبئًا على أداء العمل الدراسي للطفل ومدركاته الذاتية.
سلوك الإدمان الرقمي
يُعتبر إدمان الهواتف الذكية والألعاب عبر الإنترنت أحد مخاطر تكنولوجيا المعلومات الحديثة الحديثة أيضًا. وفقًا لتقرير حديث صدر عن منظمة الصحة العالمية، صنفت "السلوكيات المتعلقة بوسائل الاتصال الاجتماعية" ضمن اضطراب الصحة العقلية المرتبط بالإدمان. حيث يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من السلوك من أعراض مشابهة لمتلازمة نقص الانتباه واضطراب فرط الحركة ونوبات الغضب وصعوبة التحكم بالعواطف بسبب انقطاع الخدمة أو فقدان الجهاز. بالإضافة لذلك، ترتفع احتمالية تعرض الأفراد للإساءة الإلكترونية أثناء البحث عن المواقع الترفيهية وغيرها الكثير.
المحتوى السلبي واستهداف الجمهور الصغير
تتمثل إحدى أهم المخاوف بشأن جيل اليوم فيما يتعلق بتأثير محتوى الإنترنت على عقولهم الناشئة. سواء كان ذلك فيديوهات مؤذية أو صورًا صادمة أو حتى رسائل تحفيزية مبالغ بها، قادرٌ المحتوى المنشور داخل شبكة الإنترنت الوصول مباشرة لعقول أفكارنا الجديدة. وهذا النهج الواسع للترويج التجاري يستغل جهل المستخدم الجديد ويؤدي إليه بإمكانية التعرض لمضامين مضرة بصورة مستمرة وبقدر أقل مقارنة بالأجيال السابقة. علاوة على ذلك، هناك خطط خفية لاستبعاد الآباء والمعلمين من فضاء طفلهم الحيوي ومنعهما من مراقبته عند القيام بأنشطة بعيدة كل البعد عن اعينهم مما يساهم بنمو نظريات المؤامرة لدى الطفل وينتج عنه مشاكل نفسية وجسدية أخرى.
وفي الختام، رغم مساهمة تقنياتنا المعاصرة بالتيسير الإنساني وتعزيز القدرات البشرية، إلا أنه بات ضروري إعادة النظر برنامجه وأساليبه وإعادة ضبط اتجاهاته نحو الأسلم والأكثر راحة للنفسانية البشرية قبل فوات الآوان. إن التصميم الجيد لحزم التعليم الرقمي وخلق بيئات رقميّة آمنة للأطفال والمراهقين ستكون الخطوة الأولى نحو تحقيق حياة أكثر صحة وعافية لهم وللعالم جمعاء.
#الصحةالعقلية #تكنولوجيا #الأطفالو_المراهقين