- صاحب المنشور: حياة العامري
ملخص النقاش:
في نقاش حاد ومفصل طرحته Hayat Al Ameri على المنتدى العربي، تمت تجربة تناوله للتحولات اللازمة نحو تكنولوجيا مستدامة لحل آثار التكنولوجيا على البيئة الجدلية. وقد خلص الجميع إلى توافق ملحوظ حول حاجة العالم العربي لاتخاذ إجراءات شاملة ومتعددة الجوانب. يشترك المتفاعلون في الاعتقاد بأن مجرد تقنية صديقة للبيئة ليست كافية، بل هناك ضرورة ماسة لعقلنة واستراتيجية جديدة فيما يخص سلوكنا الاستهلاكي ومدى ارتباطنا بالموارد الطبيعية.
وقد اتفق جميع المتحاورين- من بينهم خديجة البوعزاوي وزكرِي ابن غابر والزاكي البدوي وفكري بن زيـدان-على أنّ الدعاية والترويج التجاري يدفعان المستهلك إلى مطالبة العديد من المنتجات والميزات الغير ضرورية والتي تساهم بدون قصد في ازدياد حجم النفايات وتلويث البيئة. لذلك يقترح هؤلاء الأفراد نهجا مختلفا ويتمثل ذلك بإعادة تقييم قيمة الأشياء واتجاه تركيز اهتمام الناس نحو الحصول على المنتج نفسه بغرض امتلاكه عوضا عن مجموعة المميزات العديدة. وبذلك يشدد الخطباء أن مفتاح هذه المعركة ضد تلويث الكوكب يكمن ضمن مساعي التعلم وتعزيز القدرة لدى أفراد المجتمع وكذا مشاركتها بأعمال تطوعية واستقصائية تساعد أفراد المجتمع في الوصول برؤاهــم المُشتركة بشأن النظام الحيوي الأكثر صحّةً واقتصادية قدر الامكان .
وفي نهاية المطاف ، يوافق الفريق العلمي بتقرير مؤكد بأنه بالإمكان تحقيق الانقلاب المنشود لو بدأ الأمر تغييرا عمليا فرديا قبل أي شيء آخر حيث سيكون لهذا التدبير الشخصي أثره الواضح أكثر من غيره مما يعكس تأثيرا متناميا وساعيا لاستصلاح الوضع. وهذا يعني بداية المسار بخطوات بسيطة كتحديد الاحتياجات الأساسية ثم الحد من الشهوات غير الضرورية باستخدام المزيد من مواد اعادة التصنيع وإعطاء الأولوية للاستخدام العملي بدلا من البحث العقيم خلف جمال الشكل الخارجي لما توصل إليه الفن الحديث! وهكذا ينهي هذا اللقاء بفكرة مفادها انه بينما تستطيع الحوافز الرسمية الحكومية تقديم دعم معنوي واسع للتوجه الأخضر الا ان جوهر النقاش يرجع لقانون دافعين رئيسيين: "التشريع الداخلي" والذي يسمونه هنا بالعربية "الإرشاد الروحي". فهل سنرى عرب اليوم يستمعون لاحساسهم الإنساني الأممي أم ستطول فترة انتظار المجتمع الدولي لرؤية جهود مشابهة ؟