العنوان: تحديات وأفاق التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط


شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في قطاع الخدمات المالية التقليدية مع ظهور شبكة الإنترنت والتقنيات الرقمية. هذا التحول الذي يعرف الآن

شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في قطاع الخدمات المالية التقليدية مع ظهور شبكة الإنترنت والتقنيات الرقمية. هذا التحول الذي يعرف الآن بالتكنولوجيا المالية ("FinTech") أثبت فعاليته وكفاءته ليس فقط على مستوى العالم ولكن أيضاً في منطقة الشرق الأوسط. رغم الفوائد العديدة التي تقدّمها هذه الأفكار الجديدة، إلا أنها تواجه عدة تحديات تحتاج إلى حل لتطوير هذا القطاع بشكل مستدام.

التحديات الرئيسية:

  1. التنظيم والقوانين: تعتبر التشريعات الموجودة حالياً في العديد من الدول العربية قديمة وغير قادرة على مواكبة التغييرات المتسارعة في مجال التكنولوجيا المالية. هناك حاجة ماسّة لإعادة النظر في القوانين الحالية وتحديثها لتعكس واقع الصناعة الحديثة.
  1. الأمان والخصوصية: يعتبر الاهتمام بالأمن السيبراني والحفاظ على خصوصية البيانات موضوعاً حيوياً في أي نظام تكنولوجي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأموال العملاء. لذلك، يجب وضع آليات متينة للحماية ضد الهجمات الإلكترونية والتأكد من امتثال الشركات للتوجيهات الدولية الخاصة بحماية البيانات.
  1. البنية التحتية والبنية المعلوماتية: بعض البلدان في المنطقة تعاني من نقص في البنية الأساسية للإتصالات السريعة والموثوق بها والتي تعد أساسا مهماً لاستخدام خدمات التكنولوجيا المالية بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الكثير من المؤسسات المحلية إلى تحسين بنيتها البرمجية لاستيعاب الحلول الرقمية الجديدة.
  1. الثقافة المالية والإدراك المجتمعي: هناك مقاومة واسعة نابعة من ثقافة عدم الثقة في المنتجات الرقمية بين الجمهور العريض مما يؤدي لعزوفهم عن استخدام الخدمات المالية عبر الإنترنت حتى لو كانت أكثر كفاءة وملائمة لهم. وهذا يستلزم حملات توعوية مستمرة لبناء ثقة أكبر لدى الناس تجاه هذه الوسائل الجديدة.

الآفاق المستقبلية:

  1. التكامل مع الأنظمة القديمة: يمكن لتطبيقات التكنولوجيا المالية تقديم حلول مبتكرة للمشاكل التقليدية مثل بطء المعاملات المصرفية وتعثر الدفع والشيكات المرتجعة. ومن خلال دمج هذه الأدوات الذكية ضمن النظام المالي الحالي، يمكن تحقيق نقلة نوعية في الكفاءة والجودة.
  1. زيادة الاستثمار والاستشارات: إن تشجيع رؤوس الأموال الخارجية للاستثمار في شركات التكنولوجيا المالية الناشئة سيقلل من الاعتماد الكبير على الاستثمارات الحكومية بينما يساعد أيضا في انتقال الخبرات العالمية الى السوق المحلي. كما أنه بإمكان الشركاء الدوليين تقديم خبرات استشارية قيمة للشركات الصغيرة والكبيرة لمساعدتها على مواجهة تحديات رقمنة عملياتها.
  1. تطور التعليم المالي: مع انتشار المزيد من المنتجات المالية الرقمية، ستزداد أهمية تثقيف العامة حول كيفية التعامل معها واستخدامها بشكل فعال. إن خلق بيئة تعلم مناسبة للأفراد الذين لم يتم تدريبهم تقليديا على إدارة الشؤون المالية سوف يساهم في توسيع قاعدة المستخدمين لهذه الخدمات.
  1. استهداف قطاعات جديدة: تتميز التكنولوجيا المالية بالقدرة على الوصول لأجزاء كبيرة من السكان ممن كانوا خارج دائرة الخدمات المصرفية التقليدية بسبب محدودية الفرص أمامهم أو عائق الجغرافيا. وبالتالي، فإن العمل نحو شمول الجميع في الاقتصاد الرقمي يعد إحدى فرص النمو الأكبر لهذا القطاع.

هذه نظرة عامة على الوضع الراهن لقطاع التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط والصعوبات المحتملة لديه وكذلك الفرص الواعدة للتحسن.


أمينة الشريف

6 مدونة المشاركات

التعليقات