- صاحب المنشور: أزهري البركاني
ملخص النقاش:في إطار النقاش حول حقوق المرأة في الإسلام، يبرز موضوع تناغم القيم الإنسانية مع الشريعة الإسلامية. رغم بعض التوجهات الخاطئة التي قد تُنسب إلى الدين والتي تقلل من مكانتها، إلا أن التعاليم الإسلامية توفر للمرأة مجموعة واسعة من الحقوق والحماية القانونية غير مسبوقة في العديد من الثقافات التاريخية الأخرى.
تُعتبر المساواة بين الرجل والمرأة في الكرامة البشرية أساساً ثابتاً في القرآن الكريم والسنة النبوية. وبحسب الآيات القرآنية، فإن الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثى وميزهما بالأدوار المختلفة لكن ليس بأي نوع من الهيمنة أو الاستعباد. يقول تعالى: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والشاهدين والشاهدات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما." (الأحزاب:35) هنا، يتم التأكيد على العدل والمساواة في المكافآت الروحية بغض النظر عن الجنس.
الحقوق الاقتصادية
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع النساء بحقوق اقتصادية واضحة. فهن يحق لهن العمل والتملك والاستقلال المالي وفق شروط محددة تحترم الأعراف الاجتماعية والدينية. كما أنهن يستطعن رفض الزواج إذا لم يرغبن فيه وهو أمر نادر الوجود في الكثير من القوانين الوضعية العالمية حتى اليوم.
الحقوق السياسية
بالنظر للحقوق السياسية، فقد كانت هناك أمثلة عديدة تاريخياً حيث تولى نساء قيادة مجتمعاتهم مثل حكم سودة بنت زمعة لمسجد المدينة المنورة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بالإضافة لذلك، يمكن للمرأة التصويت للمرشح الذي تختاره واتخاذ القرار بشأن مصيرها السياسي بحرية كاملة.
الحقوق الشخصية
وفي ظل الحياة الأسرية، تتمتع المرأة بحقوق شخصية هامة تضمن لها الرفاه الاجتماعي والمعيشي المستقر. ومن أهم هذه الحقوق حق النفقة خلال فترة الطلاق أو عند عدم القدرة على الإنفاق عليها من قبل الزوج. هذا النوع من الحماية القانونية كان مستبعداً تماماً عبر معظم الفترات التاريخية الأوروبية والأفريقية وغيرها.
في النهاية، إن فهم عميق لهذه البنية التشريعية المتكاملة يكشف مدى شموليتها وتطوريتها اجتماعيا وقانونيا مقارنة بالنظريات الحديثة لحقوق الإنسان.