العنوان: "تأثير التكنولوجيا على العادات الاجتماعية والتوازن النفسي"

في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من الهواتف الذكية إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت عالي السرعة، لقد غيرت

  • صاحب المنشور: دنيا بن عاشور

    ملخص النقاش:

    في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من الهواتف الذكية إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت عالي السرعة، لقد غيرت هذه الأدوات الحديثة الطريقة التي نتواصل بها، نعمل بها، حتى نعيش بها. ولكن مع كل الفوائد التي تقدمها، هناك أيضاً جوانب سلبية تحتاج إلى النظر إليها بعناية.

أولاً، أثرت التكنولوجيا بشكل كبير على عاداتنا الاجتماعية. جعلتنا أكثر عزلة اجتماعياً رغم أننا متصلين رقميا بكثافة أكبر. الدراسات تشير إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق بين الشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية. هذا ليس فقط بسبب قلة الحركة الجسدية، ولكنه أيضا نتيجة لتغيرات في دماغ الإنسان عندما يستخدم الإنترنت، حيث يصبح الدافع نحو المكافأة الرقمية كالتفاعل والمشاركات أعلى من الواقع.[1]

أثر التكنولوجيا على الصحة النفسية

بالإضافة لذلك، يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي إلى مشاكل صحية نفسية أخرى مثل إدمان الأجهزة الإلكترونية. الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الإدمان قد يشعرون بحالة من القلق أو الغضب عند عدم قدرتهم على الوصول إلى هواتفهم أو الكومبيوتر [2]. كما أنه قد يؤثر بشكل سلبي على نوعية النوم بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الذي يعيق إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.

من ناحية أخرى، تظهر بعض التقارير أن استخدام التكنولوجيا بطرق مدروسة وموضوعية يمكن أن يحسن الصحة النفسية أيضًا. يمكن للألعاب التعليمية والتطبيقات التي تعزز اليقظة الذهنية والأعمال الخيرية عبر الانترنت أن تساهم في تقليل مستويات التوتر وتعزيز الشعور بالإنجاز والسعادة[3].

وفي النهاية، فإن مفتاح تحقيق التوازن الصحي فيما يتعلق بالتكنولوجيا يكمن في الوعي الذاتي والقدرة على وضع حدود واضحة لإستخدامها. يجب تحديد فترات زمنية محددة للاستخدام وتخصيص وقت للأنشطة خارج العالم الرقمي للحفاظ على العلاقات الشخصية والحفاظ على نمط حياة نشط وصحي.

[1] مصدر: مقال في مجلة Nature Reviews Neuroscience بعنوان "The Social Brain in the Technological Age"، بقلم Y.N. Tu et al., 2018.

[2] المصدر: منظمة الصحة العالمية - دليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية الخامس (DSM-V).

[3] المصدر: دراسة نشرت في مجلة Computers in Human Behavior عن فعالية ألعاب الفيديو التعليمية كوسائل علاج نفسي محتملة، د. M.J. Piskorski & D.R. Gentile, 2017.


هند الجنابي

2 مدونة المشاركات

التعليقات