• صاحب المنشور: عاطف بن شقرون
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الرقمي الحالي، أثرت التكنولوجيا الحديثة تأثيراً كبيراً ومباشراً على تركيبة سوق العمل العالمي. هذه الثورة الرقمية أدت إلى ظهور فرص عمل جديدة لم تكن موجودة قبل عشرين سنة فقط مثل مطور البرمجيات، محلل البيانات الكبيرة، وأخصائي الأمن السيبراني. بالإضافة إلى ذلك، قدمت التقنيات المتقدمة حلولاً مبتكرة لتوفير الوقت والجهد في العديد من الوظائف التقليدية التي كانت تتطلب عمالة يدوية.

التأثير الإيجابي

بالرغم من مخاوف بعض الخبراء حول فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والأتمتة، فإن الواقع يشير إلى جانب أكثر تشجيعاً. وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة PwC، قد تخلق تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات حوالي 11 مليون فرصة عمل جديدة حتى عام 2023. هذا يعود أساساً إلى الحاجة المتزايدة للموظفين الذين يستطيعون التعامل مع التكنولوجيا الجديدة وتدريبها واستخدامها.

التأثير السلبي المحتمل

ومع ذلك، هناك جوانب سلبية محتملة يجب مراعاتها أيضاً. يمكن للأتمتة والتكنولوجيا عالية الجودة أن تحل محل وظائف معينة حيث يمكن للآلات القيام بمهام محددة بكفاءة أكبر وبسعر أقل. وهذا يزيد من احتمالية البطالة بين الأفراد الذين يعملون في تلك المجالات. علاوة على ذلك، يتطلب الاندماج الناجح لهذه التقنيات تحديث المهارات وقدرات التعليم المستمر لدى القوى العاملة القائمة.

الاستراتيجيات المقترحة

لتخفيف أي آثار سلبية مستقبلية، فإنه من الضروري تطوير استراتيجيات تركز على إعادة تدريب وتأهيل الفئات العمالية المعرضة لخطر الأتمتة. كما ينبغي تعزيز ثقافة التعليم مدى الحياة لتسهيل الانتقال بسلاسة نحو مهن متوافقة مع احتياجات اقتصاد اليوم. علاوة على ذلك، يلعب دور الحكومة دور مهم في دعم البرامج التي تساعد الأشخاص ذوي القدرات المنخفضة على الوصول إلى الأدوات اللازمة لتحقيق الذات وإحداث تغيير ايجابي في حياتهم العملية.

في النهاية، بينما تجلب التكنولوجيا الحديثة تغييرات عديدة لسوق العمل، فهي توفر أيضًا فرصًا هائلة للإبداع والإبتكار بشرط تواجد السياسات والاستراتيجيات المناسبة لإدارة التحولات المرتبطة بها.