• صاحب المنشور: نوال بن سليمان
  
  ملخص النقاش:
  تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف المجالات يثير العديد من التساؤلات حول القضايا الأخلاقية والقانونية. هذا المقال يستعرض بعض هذه التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع مع انتشار تقنية الذكاء الاصطناعي.

1. الأخلاق والقرارات الآلية:

أصبحت الروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات مستقلّة بناءً على الخوارزميات المُبرمجة فيها. لكن، كيف يمكن ضمان أن تكون هذه القرارات عادلة وغير متحيزة؟ هناك مخاوف متزايدة بشأن التحيز المحتمل في البيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى نتائج غير عادلة أو حتى ظالمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن القدرة على تعديل وتغيير خوارزميات النظام بعد نشرها تثير تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية.

2. الخصوصية والأمان:

مع جمع بيانات شخصية كبيرة عبر الإنترنت بواسطة الشركات ومواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز أداء ذكائهم الصناعي، يصبح الحفاظ على خصوصية الأفراد أمرًا حرجًا. كما يُحدث الاعتماد المتزايد على الأتمتة قلقاً بشأن الأمن السيبراني حيث يمكن استغلال نقاط الضعف في أنظمة الذكاء الاصطناعي لإلحاق ضرر كبير بالمستخدمين والمؤسسات.

3. العمل والحماية الوظيفية:

التطور التقني الذي تشهدُّهُ شركات مثل Tesla وFord فيما يتعلق بالقيادة الذاتية للسيارات، وكذلك العمليات المصرفية الرقمية والتجارب الجراحية المهندسة حاسوبياً، يشكل تهديدا مباشرا لسوق العمل الحالي. فكم عدد الأشخاص الذين سيصبحون بلا عمل نتيجة لهذه التكنولوجيا الجديدة؟ وماذا ستفعل الحكومات لدعم هؤلاء العمال؟ وهل يكفي التأمين ضد البطالة أم نحتاج حلولا أكثر طموحاً؟

4. الاستقلال الذاتي وقرارات الحياة والموت:

إن امكانية منح استقلال أكبر للأجهزة المدعومة بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعـي سواء كانت روبوتات جراحية أو عربات مستقلة تعطي دفعة جديدة لقضية المسئولية القانونية وعواقب الاختيارات المحوسبة والتي لها تأثير مباشرة على حياة الناس. هل يمكن اعتبار جهاز كمبيوتر مسئول قانونيا إذا ارتكب خطأ أثناء عملية جراحية ؟ وإلى أي حد ينطبق عليه قوانين حقوق الإنسان؟

هذه مجرد بداية لمناقشة واسعة تحتاج الى دراسة عميقة ومتابعة دائمة لما ينتج عنه عالم تكنولوجي سريع التغير ومتعدد الأوجه .