- صاحب المنشور: عائشة الدرويش
ملخص النقاش:
تغير المناخ يمثل تهديداً مستمراً لأمننا الغذائي العالمي. يتسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة والظواهر الجوية المتطرفة في تقلص المحاصيل الزراعية وتدمير البنية التحتية للزراعة، مما يؤدي إلى نقص الغذاء وعدم الاستقرار الاقتصادي الاجتماعي. وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، يمكن لتغير المناخ أن يُضعف الإنتاجية الإجمالية للإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 10% و25% بحلول عام 2050.
أولى تأثيرات تغير المناخ هي زيادة جفاف الأرض وشدة الفيضانات، وهي ظروف غير مواتية للغاية لنمو النباتات. هذا يعني تقليل كميات المحاصيل الرئيسية مثل القمح والأرز والدخن، التي تعتبر أساس النظام الغذائي لكثير من الناس حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمراض والحشرات الجديدة المرتبطة بمناطق أكثر دفئًا يمكنها أيضا مهاجمة محاصيل جديدة وبالتالي الحد من إنتاجيتها.
ثانياً، يتمثل التأثير الآخر في المشاكل الناشئة عن الطقس المتطرف. العواصف الشديدة والعواصف الرملية تلحق الضرر بالأراضي والمزارع، مما يعيق عمليات زراعة المحاصيل ويؤدي إلى خسائر فادحة للمستثمرين والتجار والصغار المنتجين. كما تؤثر هذه الظروف على القدرة على الوصول إلى الموارد الأساسية الأخرى اللازمة لإنتاج الغذاء كالأسمدة والمياه وغيرها.
ثالثاً، هناك ضرورة أيضاً لتحسين قدرة المجتمعات المختلفة على الصمود ضد الكوارث الطبيعية المتزايدة وتغير المناخ، وهذا يشمل تحديث طرق الري الحديثة وإنشاء مخازن للحبوب ومراكز للتوزيع أكثر فعالية وكفاءة لاستخدام المياه وأنظمة متعددة الأنواع زراعياً لمقاومة الآفات والأوبئة.
إن استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ والاستثمار المستدام في القطاع الزراعي سيصبحان ضروريَّة لحماية الأمن الغذائي عالميًا وضمان الاكتفاء الذاتي لكل دولة ومنطقة حسب موقعها واستعدادها لهذا التحول البيئي الكبير. إن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى زيادة الفقر وتفاقم المجاعات العالمية وانعدام الثبات السياسي والإجتماعي الذي يعد بالفعل أحد أكبر التهديدات التي تواجه الإنسانية اليوم بسبب تغيُّرات مناخية حادة ولا رجعة عنها بدون تدخل بشري دقيق ومتكامل.
#التغيرالمناخي #الأمنالغذايي #الصمودالنظامالزراعي