- صاحب المنشور: ياسين الكتاني
ملخص النقاش:تُعدّ الزراعة العمود الفقري للاقتصادات المحلية في العديد من الدول العربية، حيث تعتمد عليها كمصدر رئيسي للدخل وتغذية السكان. لكن تغير المناخ يشكل تحدياً كبيراً لهذه القطاع الحيوي بسبب تأثيرات غير مسبوقة مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المتكرر وانعدام الأمن المائي. هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تقليل الإنتاج الزراعي وبالتالي زيادة الأسعار، مما يؤثر مباشرةً على القدرة الشرائية للمستهلكين ويضعف الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للبلدان المعنية.
وفقاً لدراسة أجرتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عام 2021، فإن خسائر قطاع الزراعة في المملكة العربية السعودية وحدها تجاوزت الـ٦ مليار ريال سنوياً نتيجة لانخفاض غلات المحاصيل وفقدان الثروة الحيوانية. وفي مصر، تحذر التقارير الحكومية من انخفاض بنسبة %30 - %40 في إنتاج القمح بحلول العام ٢٠٣٠ إذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية فعالة ضد آثار التغيّر المناخي.
حلول محتملة:
- استخدام التقنيات الحديثة: يمكن تعزيز استخدام الري الحديث وأنظمة التحكم الذكية في المياه لزيادة الكفاءة وخفض الفاقد الناجم عن الجفاف المدمر. كما تساعد تكنولوجيا النظم البيئية المستدامة في توفير حلول مبتكرة لإدارة أفضل للأراضي والمياه.
- تنويع المحاصيل: ينبغي تشجيع زراعة أصناف جديدة أكثر مقاومة للجفاف والحرارة المرتفعة، مع التركيز على النباتات الصحراوية ذات القيمة الغذائية العالية والتي تتطلب موارد أقل للسقي والإنتاج.
- السياسات الحكومية الداعمة: هناك حاجة ملحة لوضع سياسات حكومية داعمة للاستثمار في البحث العلمي والتطوير التقني، بالإضافة إلى تقديم دعم مباشر للمزارعين عبر برامج التأمين الزراعية وتعزيز شبكات التحوط ضد المخاطر الطبيعية.
في المجمل, يعد فهم تأثير تغير المناخ على الزراعة خطوة ضرورية نحو وضع استراتيجيات مستقبلية تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتنمية اقتصاديات المنطقة بأمان واستدامة.