يُحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء ، وما أن وصل الضيف ، حتى نادى البخيل ابنه وقال له : يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي ، فاذهب واشترِ لنا نصف كيلو لحم من أحسن اللحم.
ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشترِ شيئاً !
فسأله أبوه : أين اللحم ؟ https://t.co/imt9gOX71I
فقال الولد : ذهبت إلى الجزار ، وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من لحم.
فقال الجزار : سأعطيك لحماً كأنه الزُبد.
قلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا أشتري الزُبد بدل اللحم !
فذهبت إلى البقال ، وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من زُبد.
فقال البقال : سأعطيك زُبداً كأنه الدبس..
فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا أشتري الدبس بدلاً من الزُبد !
فذهبت إلى بائع الدبس ، وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من دبس.
فقال : سأعطيك دبساً كأنه الماء الصافي.
فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك ..
فعندنا ماء صافٍ في البيت.
وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً
قال الأب : يا لك من صبي شاطر .. ولكن فاتك شيء ، لقد استهلكت حذائك بالجري من دكان إلى دكان !
فقال الولد : لا يا أبي ... أنا لبست حذاء الضيف
?
الجاحظ
كتاب البخلاء