- صاحب المنشور: رؤوف الزرهوني
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبح استخدام شبكات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأشخاص حول العالم. تتزايد الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة بين الاستخدام المكثف لهذه الوسائل والصحة النفسية للشباب. الدراسات الحديثة تظهر زيادة ملحوظة في معدلات القلق والاكتئاب خاصة ضمن الفئة العمرية الشابة والتي تعتبر الأكثر نشاطاً واستخداماً لهذه المنصات الإلكترونية.
تعدّ القلق أحد أكثر المشاعر شيوعاً المرتبطة بمستخدمي الإنترنت والمواقع الاجتماعية. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا عام 2018، فإن هناك ارتباطاً قوياً بين الوقت الذي يقضيه المستخدمون عبر مواقع التواصل مثل "فايسبوك"، وتطور أعراض القلق لديهم. يشعر هؤلاء الأفراد بنوعٍ مختلف من القلق نتيجة المقارنة الدائمة لما يرونه من لحظات مثالية ومُكررة لحيات الآخرين، مما يؤدي لتشكل شعور بالنقص وعدم الرضا بالوضع الحالي.
أما الاكتئاب فهو حالة نفسية أخرى تأخذ منحى تصاعدياً بناءً على استطلاعات الرأي المتعلقة بالعلاقات الشخصية والتفاعلية عبر الانترنت. حيث وجدت مؤسسة بيو للأبحاث أنّ نسبة كبيرة من المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل بشكل منتظم يعانون من مشاكل صحية ذات طابع نفسي قد يصل حد الإصابة بالاكتئاب. يمكن ربط ذلك بعوامل عدة منها البقاء لفترة طويلة أمام الشاشة بدون تواصل مباشر مع البيئة الحقيقية، بالإضافة للعزلة الاجتماعية والنقص المحتمل في التعاون الإنساني الذي غالباً ماتكون له آثار ايجابية كبير على حالتهم الذهنية والعاطفية.
تأثيرات محتملة
إن التأثيرات غير المرئية الناجمة عن الاعتماد الزائد على الشبكة العنكبوتية ليست ظاهرة جديدة فحسب بل إنها تتطلب تدخلاً جاداً للوقاية والتوجيه. ينبغي رسم سياسات تربوية وإعلامية تعمل على رفع مستوى وعى الشباب بأهمية موازنة وقت التكنولوجيا بحياة اجتماعية فعالة وخارج نطاق شاشة الهاتف أو الكمبيوتر. كما يجب تقديم دعم متخصص للمعاناة منهم كوسيلة مساعدة للاستشارة الطبية عند الضرورة. بذلك يتم تحقيق توازن يضمن سلامتهم الروحية والجسدية ويحقق سعادة أكبر لهم وللمجتمعات التي ينتمون إليها.