لماذا لم يحدث إنفجار وبائي للكورونا بالسودان وكيف نفهم سلوكها المحير بالعالم؟
تحدثت سابقا عن هذا الموضوع بشهر يوليو الماضي (١) كتحليل مفصل للعوامل، لذا سأقدم اليوم زاوية جديدة للموضوع من وجهة نظر كلية تكتمل بها الرؤية لطبيعة الجائحة وسلوكها بالسودان والعالم https://t.co/AfWSKoGZbq
باديء ذي بدء يجب أن نعي بأن السودان ليس إستثناءا في سلوك الفيروس، فهناك حوالي ١١٧ دولة حول العالم تبلغ إصاباتها الرسمية بالكوفيد-19 عددا أقل من عدد إصابات السودان رغم مرور ١٠ أشهر على بدايته! وتتوزع هذه الدول على قارات العالم المختلفة وتضم مناخات وإثنيات شديدة التباين
ومن جهة أخرى فأغلب إصابات العالم تتركز في قلة من الدول، والأشد إثارة للإنتباه هو عدم تميز هذه الدول بعوامل مشتركة في المناخ أو الإثنية أو الوضع الإجتماعي الإقتصادي، كما أن هناك حالات لمدن متجاورة تتشابه في كل العوامل بينما تنجو إحداها وتعاني الأخرى من إنتشار حاد جدا
مما يدل بوضوح على أن التفسيرات القائمة على المناعة الذاتية لسبب خفي: مناخي أو بيولوجي أو تغذوي (الحرارة\ التطعيم ضد السل\ نقص فيتامين د) لا تلعب الدور الأساسي إن كان لها أي دور أصلا في الحماية من الإنتشار.
الشيء الآخر المحير في هذا الوباء هو إختلافه عن المعتاد في نمط التقدم عبر الزمن، فهو يفارق المنحنى الموجي المعهود للأوبئة التي تتقدم عبر موجات متعاقبة، ليسلك منحنى غريبا شبه خطي (ثبات عدد الإصابات لفترات طويلة تتخلله بعض الزيادات السريعة)