- صاحب المنشور: نوال المراكشي
ملخص النقاش:
أصبحت قضية ندرة المياه والتلوث العالمي مصدر قلق كبير على مستوى العالم. مع تزايد السكان والطلب المتنامي للموارد، تواجه العديد من البلدان تحديات حادة فيما يتعلق بإدارة مواردها المائية. هذه الأزمة ليست مجرد مشكلة بيئية؛ إنها تشكل تهديدا مباشراً للأمن الغذائي والصحي، وتؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والتوازن الاجتماعي. سنستعرض هنا بعض الجوانب الرئيسية لهذه المشكلة وأفضل الاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها لتحقيق الأمن المائي المستدام.
التحديات الحالية
- الندرة: وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2020 حول حالة الموارد المائية، يعاني أكثر من مليار شخص من نقص حاد في المياه العذبة. هذا الرقم مرشح للزيادة بسبب تغير المناخ الذي يؤدي إلى تقلب الطقس وشدة الجفاف في مناطق مختلفة.
- التلوث: يعد التلوث أحد أكبر الضغوطات التي تتعرض لها الأنظمة المائية. ينتج التلوث عن مجموعة متنوعة من المصادر مثل الصرف الصناعي والزراعي والمجاري المنزلية غير المعالجة. يهدد هذا الوضع جودة مياه الشرب ويضر بالنظم البيئية المائية.
- إدارة المياه الفعالة: غياب إدارة فعّالة للمياه يشكل تحدياً كبيراً أيضاً. الكثير من المناطق تعاني من ضعف البنية الأساسية أو عدم وجودها، مما يساهم في فقدان كميات كبيرة من المياه خلال نقلها واستخدامها.
- تغير المناخ: يلعب تغير المناخ دوراً رئيسياً في زيادة تواتر وشدة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمطر والجفاف، والتي تؤثر بشدة على توافر المياه.
الحلول المقترحة
- استخدام تقنيات مبتكرة: يمكن للتكنولوجيا الحديثة تقديم حلول ذكية لإداراة المياه بكفاءة أكبر. تتضمن هذه التقنيات جمع البيانات الذكية وتحليلها، بالإضافة إلى استخدام نظم الري الدقيقة لخفض استهلاك المياه الزراعية بنسبة قد تصل إلى 50%.
- تحسين شبكات توصيل المياه: تطوير وبناء وإصلاح الشبكات القديمة لتوصيل المياه يمكن أن يساعد في تقليل هدر المياه أثناء النقل والاستخدام اليومي.
- معالجة وتنقية المياه: تعتبر عمليات المعالجة والتنقية ضرورية لإزالة المواد المضرة من المياه قبل شربها أو استخدامها لأغراض أخرى. هناك حاجة مستمرة لتطوير تقنيات جديدة ومعلومات متخصصة لفهم أفضل لكيفية عمل عملية المعالجة بشكل صحيح وكفاءة عالية.
- تعزيز ثقافة الترشيد: نشر الوعي حول أهمية ترشيد استهلاك المياه أمر حيوي أيضًا. التعليم العام بشأن كيفية حفظ الماء وأساليب الحفاظ عليه تلعب دورًا مهمًا في تحقيق الاستدامة طويلة الأمد لمواردنا المائية.
- الشراكة الدولية: اعتبار أنه لا يوجد بلد قادر بمفرده على مواجهة هذه القضية عالميا، فالعمل الدولي أصبح أمراً بالغ الأهمية لحشد جهود مجتمع دولي بهدف مشاركة المعلومات والمعرفة والممارسات الناجحة عبر الحدود الوطنية المختلفة وتعزيز القدرة المحلية لكل دولة للدفاع عن حقوقها التاريخية والقانونية فيما يتعلق بتوزيع مياه نهر النيل وغيره من الروافد الدولية الأخرى.
- تشريعات قانونية ذات طابع تحفيزي: إن وضع قوانين محلية ودولية ملزمة بقوة القانون لدعم التنمية المستدامة وحماية الحقوق الإنسانية الأساسية في الحصول على مياه نقية وآمنة سيكون خطوة هامة نحو بلوغ هدفنا النهائي وهو الوصول إلى عالم خالي تماما من أي شكل من أشكال انتهاك حق الإنسان الأساسي بالحصول على حياة كريمة ومياه صحية وملائمة للاستهلاك الآدمي والاستعمال المنزلي والزراعي والصناعي وغير ذلك مما تجريه الحياة البشرية فيه بحاجة إليها ولوجودها وظائف حياتيه أصيلة .
هذه هي الخطوات الأولى نحو خلق نهضة أخلاقية واجتماعية وثقافية تدفع بنا باتجاه بناء جيلا جديد وغرس عادات جديدة لدى أفراد المجتمع المدني والعلميين والسكان عموما أيضا ، حيث إنه بالإمكان تغيير الظروف الاجتماعية المؤدية حالياً لنقصانه وانكساره