في حين يُحتَفى بعيد الميلاد النبوي عالمياً، إلا أن علماء المسلمين يؤكدون أن هذا الاحتفال ليس جزءاً من العقيدة الإسلامية. فالحديث حول تاريخ ولادة النبي الكريم هو موضوع خلاف بين المؤرخين الإسلاميين القدماء، ولكن الثابت بالتاريخ أن وفاة الرسول بدأت في الشهر الثاني من شهر ربيع الأول سنة 11 هجرياً. لذا، فإن الاحتفال بهذا التاريخ تحت اسم "عيد الميلاد النبوي" يعدّ ابتكاراً حديثاً وممارسة دخيلة.
تعود قصة ظهور هذا التقليد إلى القرن الثالث الهجري عندما نشأت الفرقة الباطنية التي أضافت العديد من التقاليد الدينية الجديدة. سرعان ما انتشر هذا التقليد بين عامة الناس رغم عدم وجود دليل عليه في القرآن والسنة، وهو الأمر الذي يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى اتباع سبيل الصحابة الكرام والالتزام بالأفعال المشروعة المنظمة في النصوص الدينية الأصيلة.
قد يستدل البعض بأن جمع الأحباب للاحتفال بالمناسبات الخاصة أمر محمود، خاصة بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون خارج وطن الإسلام حيث يشعرون بالحنين للحفاظ على الروابط الاجتماعية والدينية. لكن حتى لو كان المقصد نبيل ويتمثل في ذكرى حب وتقدير للنبي الكريم، تبقى طبيعة العمل غريبة عن السنة المطهرة. لذلك، يجب علينا تفادي الانخراط في هذه الممارسات المبتدعة والتي تتضمن عناصر غير مشروعة كالآلات الموسيقية وغناء النساء أمام الرجال وبينهم.
بدلاً من ذلك، ينبغي لنا البحث عن طرق أخرى لتحقيق نفس الأهداف مثل الاجتماع خلال أيام الجمع الخميس لقضاء وقت مليء بالعبادة والتذكير بالإسلام، بالإضافة لاستخدام أوقات أخرى طوال العام لهذا النوع من الاجتماعات الحميمة. هدفنا الرئيسي يبقى نقل رسائل سامية ورؤوفية ديننا الحنيف للعالم مهما اختلفت الظروف والأماكن. نسأل الله عز وجل الهداية لكل مسلم ليستقي علمه وحكمته من مصدرهما الرئيسيان: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.