• صاحب المنشور: هند المقراني
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، يُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد الابتكارات الأكثر تأثيراً. هذا التطور التكنولوجي لم يقتصر على تحسين كفاءة العمليات التجارية فحسب، ولكن أيضاً أثّر بشكل عميق على سوق العمل العالمي. يتضمن تأثير AI جوانب متعددة تتراوح بين خلق فرص عمل جديدة وتأمين الوظائف التقليدية التي ربما كانت مهددة بالانقراض بسبب الأتمتة.

**فرص العمل الجديدة**

إدخال الذكاء الاصطناعي إلى الشركات قد أدى إلى ظهور وظائف جديدة غير موجودة سابقاً. هذه الوظائف عادة ما تحتاج إلى خبرات خاصة مثل البرمجة والتعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة المتزايدة لأجهزة الكمبيوتر والروبوتات التي تعمل بتوجيه الذكاء الاصطناعي تعني طلباً أكبر على المهندسين والفنيين الذين يستطيعون صيانة هذه الأنظمة وتحديثها. كما أنه يُنظر إلى الدور الجديد للمدراء التنفيذيين ذوي الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي باعتباره مهماً حيث إنهم مسؤولون عن الاستراتيجيات والتخطيط لهذه التكنولوجيا داخل المنظمة.

**التغيرات في الطلب الوظيفي**

من الجانب الآخر، هناك مخاوف كبيرة حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تآكل بعض الوظائف التقليدية. العديد من الأعمال المتكررة أو الروتينية والتي تعتمد أساساً على البيانات يمكن الآن القيام بها باستخدام برامج وأدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي بكفاءة أكبر وبأسعار أقل. قد يؤدي هذا إلى تقليل عدد الأشخاص اللازمين لملء تلك الأدوار. ومع ذلك، إنه ليس كل شيء قاتم؛ فهناك مؤشرات تشير إلى أن الزيادة في الكفاءة الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى زيادة الإنتاجية العامة مما سيسمح للشركات باستيعاب المزيد من القوى العاملة وبالتالي خلق فرص عمل أخرى.

**مهارات المستقبل**

لتلبية تحديات القرن الحادي والعشرين، يتعين علينا التركيز على تطوير مجموعة متنوعة ومتكاملة من المهارات - سواء الفنية أم الاجتماعية. سوف تستمر المجالات التقنية مثل علوم البيانات والبرمجة والحوسبة السحابية في ازدياد أهميتها. ولكن لا ينبغي لنا تجاهل أهمية المهارات الإنسانية مثل التواصل والإبداع والإدارة الجيدة للأشخاص. سوف يبقى الإنسان دائماً عنصراً حاسماً عندما يتعلق الأمر بأخذ القرارات المعقدة والمشاركة في حل المشاكل غير التقليدية.

وفي النهاية، يبدو أنه رغم وجود احتمالية خسارة بعض الوظائف نتيجة لتطبيق الذكاء الاصطناعي إلا أنها لن تكون نهاية العالم بالنسبة لسوق العمل. بل إنها أكثر احتمالًا بأن تكون مرحلة انتقالية نحو مستقبل جديد ومختلف يتم فيه بناء نظام اقتصادي ويستفيد منه الجميع بشرط توخي اليقظة واتخاذ الخطوات الصحيحة للتكيف والاستعداد لهذا التحول الكبير.