- صاحب المنشور: شروق بن غازي
ملخص النقاش:تواجه مؤسسات التعليم العالي حول العالم العديد من التحديات المتعلقة بتكاليف الدراسة وفرص الوصول إليها. هذه الأزمة التي تضرب القطاع الأكاديمي يمكن تتبع جذورها إلى عدة عوامل مترابطة مثل زيادة الرسوم الجامعية، انخفاض الدعم الحكومي, وتزايد الفجوة الرقمية بين الطلاب حسب مستوى دخلهم الاجتماعي.
ارتفاع تكاليف التعليم
يشكل ارتفاع رسوم التعليم العائق الرئيسي أمام الكثير من الطلاب الراغبين في الحصول على شهادة جامعية. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة اليونسكو، ارتفعت معدلات الرسوم الجامعية بنسبة تصل إلى 50% خلال السنوات الخمس الأخيرة في بعض الدول المتقدمة. هذا الارتفاع غير المسبوق يعوق قدرة الشباب ذوي الدخل المنخفض أو المتوسط على تحمل نفقاتها.
انخفاض دعم الدولة للتعليم
إن تقليص الإنفاق العام للدولة على قطاع التعليم هو عامل آخر يساهم بأحداث أزماته الحالية. بينما يُعتبر الاستثمار في التعليم أحد أقصر طرق تحقيق النهضة الاقتصادية والتقدم الثقافي لسكان البلاد، إلا أنه غالبًا ما يواجه خفضا في الموازنة لصالح قطاعات أخرى تعتبر أكثر ربحاً لدى حكومات العديد من البلدان حول العالم. وهذا يؤدي بالتأكيد لإضعاف جودة الخدمات المقدمة بالساحة الأكاديمية.
معضلة الفرصة الثانية - فجوة رقمية جديدة
علاوة علي ذلك، فإن ظهور البرامج الإلكترونية "MOOC" عبر الإنترنت قد عزز فرص التعليم لأعداد ضخمة لم تكن تستطيع الولوج للمؤسسات التقليدية بسبب اقترابات مختلف الظروف المعيشية الخاصة بها. ولكن بالمقابل ظهرت مشكلة فرصة ثانية وهي وجود نوع جديد من عدم المساواة حيث يتمتع طلاب الطبقات الأعلى بإمكانيات أفضل لدخول برامج التعلم الذكية بكفاءة أكبر مما يتيح لهم تحقيق نجاح أكاديمي أعلى مقارنة بمن لديهم موارد محدودة يستخدمون تلك الوسائل الجديدة للتواصل مع النظام الجديد لطريقة تعلّم محتملّة ومختلف تمامًا عن سابقتها داخل المباني الثابتة للعاصمة المؤسسية المحلية لكل جامعة عالمياً!
هذه المشاكل الثلاث مجتمعة هي محور نقاش مستمر ويستوجب حلولا مبتكرة وقوى سياسة تحاول مواجهة تأثير كل منها على المدى القصير والطويل بغرض استعادة دور التعليم الأساسي باعتباره حق أصيل ومتاح لكافة أفراد المجتمع بلا تمييز اجتماعي اقتصادي.