ثمن مشروب غازي.. أحيا نفسا ورزقنا داعية!
كنت أقف ذات يوم فسمعت بكاء سيدة إفريقية ونحيبها وتوسلاتها لأحد الأطباء القائمين على مساعدة الأطفال الصغار وعلاجهم في بعثتنا في إفريقيا.
وللحق تأثرت لشدة إصرارها وتمسكها بتحقيق مطلبها، فتحدثت مع الطبيب،-
فقال لي:
إنَّ ابنها الرضيع في حكم الميت، ولن يعيش، وهي تريدني أن أضمه إلى الأطفال الذين سنرعاهم! والمال الذي سننفقه على طفلها لا فائدة له..
إنه طفل لن يعيش إلا أياماً معدودات، وغيره أولى بهذا المال..
نظرت إليّ الأم والطبيب يحكي لي بنظرات توسل واستعطاف فقلت للمترجم:
اسألها كم تحتاج من المال كل يوم؟ فأخبرَتْهُ بالمبلغ، ووجدتُهُ قليلاً جداً، يساوي ثمن مشروب غازي في بلدي!!
فقلتُ: لا مشكلة سأدفعه من مالي الخاص، وطمأنتها.. فأخذت المرأة تريد تقبيل يدي، فمنعتها..
وقلت لها: خذي هذه نفقة عام كامل لابنك، وعندما تنفد النقود -أشرت إلى أحد مساعديَّ- سيعطيك ما تحتاجينه، ووقعت لها صكاً لتصرف به المبلغ المتفق عليه..
تمر الشهور والسنوات -وللحق أنا اعتبرته فعلاً طفلاً ميتاً وما فعلته كان فقط لكي أهدئ الأم المسكينة، وأجبر خاطرها، لاسيما أنها حديثة عهد بالإسلام -وقد نسيت الموضوع برمته!!